شعراء عرب وعراقيون يحيون أماسي بغداد في مهرجان الجواهري

بدورته الـ(12) حملت اسم الكبير مظفر النواب
حذام يوسف

انطلقت يوم الخميس 28 / حزيران الجاري فعاليات مهرجان الجواهري الثاني عشر، وقال الشاعر عمر السراي الناطق الاعلامي لاتحاد الأدباء والكتاب في العراق ان» المسرح الوطني شهد الافتتاح الرسمي للمهرجان وكان حفل الافتتاح عبارة عن تظاهرة ثقافية تعد متميزة جداً على صعيد الانشطة التي يقوم بها الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق حيث شارك في هذا المهرجان اكثر من (200) أديب عراقي وعربي». وأكد السراي ان «الدورة الحالية قد حملت عنوان (دورة الشاعر الكبير مظفر النواب)، كي يتكلل المهرجان باحتفالية لرمزين شعريين عراقيين وعربيين كبيرين هما الجواهري ومظفر النواب». وقال السراي في افتتاح المهرجان : سنحاولُ أن نزيدَ طولنا مئات الكيلومترات، لنصبحَ أقصر منك بقليل.. ونرتفعَ كثيراً فتنوشنا عصاكَ حين تطرقُ الأرض.. أيُّها الجواهريُّ المُشيَّدُ بالخطوط البيض والسود.. أيُّها الراقدُ يفوقُ الصاحين.. أيُّها الساكتُ يفحمُ المتكلمين.. أيُّها الهادئُ يعلو الهائجين.. أيُّها المتحدّثُ وحدك حين (وحدك) تعني كلَّ العراق.. يا مَن نسجتَ وطناً طويلاً يرتدي سعفةً، ويعتمرُ سمارَ «عرقجينةٍ» نقلبُها فتتجذَّرُ أغصانُكَ نحو نجمةٍ تمطرُنا بالسماوات.. يا مَنْ قدرتَ أن تكون مسبحةً إلا أربع خرزات أبقيتَها لنا حين وزَّعتها للجهات الست.. أيُّها الشعرُ حين الجياع تنام، والشطُّ إذ أسماكُه تتشمَّسُ بالرملْ.. أيّها الكاهنُ حين تغري الرضيعَ و الحاجبْ.. أيُّها الكائنُ حين توزّعُ مديحَكَ على مستحقّيه عطفاً وكبرياءً.. يا كبيراً لا تطاله أقزامُ الأقلام، ومنتشراً تعيشُ بين أسرارنا وأزرارنا.. علّمتَنا أنّهم يزولون على (فخاماتهم) و(دولتهم) وتبقى.. وأنّ (معاليهم) منخفَضاتٌ تحت شسعكَ.. وأنّ المياه تكركرُ بضربةٍ من معولِ حروفكَ برغم أنف (سعاداتهم).. وأنّ بغرفةٍ شبهِ ناعسةٍ في قصيدةِ غزلٍ منكَ، عاشقين يتبادلانِ القُبلْ، والظلاميّون ينشغلون عن القَتَلة بقتلهم.. يا مذيبَ دعوةِ الباغي إذا بغى.. ومصطفاً قبل السارياتِ ترفعُ الأعلام في قلوب كل التلاميذ الغائبين.. أيّها الرمزُ، والحقيقةُ حين نُسألُ من أيّما وطنٍ، نُجيبُ منكَ لأنّكَ الحدود الباقية.. أيُّها اللاتُحدُّ، و اللاتُنسى.. واللاتغيب.. أيُّها التبقى، وتكبرُ وتزيد.. أيّها الواضح تلبس القلب طاقيةً ليظهر.. مذاقُك حرزٌ تحملهُ طفولاتنا الباكية، وخطانا المتعثّرة في طين المدارس.. ووجودُك خمرٌ و حورُعين..
فاسمح لنا.. يا دولةَ رئيس الشعراء.. أن نبتدئ كلّ هذا الفرح، باسمكَ ووجودكَ وبهائك وعمقك وغزارتك وحماسك وسخطك وجودكَ ونداك.. اسمح لنا، أن نكونَ مثلَكَ طوالاً شداداً هادرين معمّرينَ وخالدين.. اسمح لنرجسنا أن يتورّد بين يديك، ولسيّارات تنفّسنا أن تتجوّل في شرايينك.. اسمح لنا، لنجوب مثلكَ، أبداً، ومشارقاً، ومغارباً.. ونلقي بمُحَرَّقاتنا في ثلج غفلتهم.
هذا وقد ابتدأ حفل الافتتاح الساعة العاشرة صباحا على قاعة المسرح الوطني والذي تضمن عزف النشيد الوطني ،وعرض فلم تسجيلي عن العملاقين الكبيرين الجواهري والنواب، بعد ذلك انشد الطفل صادق علي الغريفي قصيدتين للشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري.
بعد ذلك القى الاستاذ حبيب الصائغ / رئيس الاتحاد العام للادباء والكتاب العرب كلمة جاء فيها» الاتحاد العام للادباء والكتاب العرب ، احييكم جميعا واحيي معكم ومن خلالكم العراق العظيم الذي يستعيد اليوم نفسه بعد ان انتصر على تنظيم داعش الإرهابي وقوى التكفير والظلام ، متوجا كعادته بالنور ولايلياق به الا النور. العراق اليوم يجمعنا لنحتفي بالجواهري في قلب بغداد. ان الحب اكتشاف عراقي واختراع عراقي. فالجواهري حمل العراق في قلبه وهو يجوب المنافي القريبة والبعيدة، والجواهري من دعاة الحرية الكبار في الوطن العربي والعالم. ان الجواهري العظيم يجسد للعرب والعراقيين الحلم ، فعلى العراقيين العمل على تحقيق هذا الحلم ، وعلينا نحن تلاميذه ان نتعلم منه كيف نفهم الحرية.
ثم كانت هناك كلمة أخرى للامين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق الشاعر إبراهيم الخياط، جاء فيها «
أهلا وسهلا ومرحبا بكم ونحن نلتقي تحت ظلال كبيرنا الجواهري.. الجواهري الرمز العراقي الأنور في سماء العرب، والساكن في مقبرة الغرباء عند السيدة زينب بالشام. وأضاف الخياط « في هذه الدورة أطلقنا إسم (مظفر النواب) على المهرجان، والاثنان، الجواهري والنواب كانا وما زالا إسمين مدويين في المناهج العربية والمدائن العربية والميادين العربية والشوارع العربية والمقاهي العربية والبيوت العربية والقصور العربية والثورات العربية». وأشار الأمين العام الى» أننا عقدنا الاجتماع الأدبي العربي الكبير وهذا المهرجان الشاسع الزاهر الزاهي بكم، أقمناهما بجهودنا وأموالنا الشحيحة ولم تشترك الجهات الحكومية المسؤولة بدور يُذكر أو مبلغ لائق تُشكر عليه.. وهنا لا نزعل ولا نعتب ولا نقترح أو نتمنى أو نرتّق بل نطلب وبصوت عال من رئيس الوزراء المقبل أن يعرف بأنه سيكون رئيساً لبلد الثقافة الأعرق في العالم، فهاهنا نُقشت أول مسلّة، وههنا ترنمت أول قيثارة، وههنا كتبت أول ملحمة، وههنا سُنّ أول قانون، فعلى رئيس الوزراء المقبل بل يجب عليه أن يختار وزيراً للثقافة يليق بالعراق، وأن لا يضيف رقماً جديداً الى قائمة وزراء الثقافة السابقين، ونحن في اتحاد أدباء العراق نطالب ونطلب بقوة أن يكون لنا دورٌ وقولٌ في اختيار وزير الثقافة.
بعدها القى الشاعر الدكتورمحمد حسين آل ياسين قصيدة مطولة نالت استحسان الحاضرين. ثم تلت ذلك قراءات شعرية للشعراء موفق محمد وكاظم الحجاج ونجاة عبد الله والشاعر الفلسطيني محمود أبو الهيجا . وكان مسك الختام مع الموسيقى والغناء العراقي وفرقة ناظم الغزالي بقيادة الفنان نجاح عبد الغفور ، حيث قدمت اغان تراثية وفلكلورية جميلة . ادار حفل الافتتاح الشاعر عمر السراي والاعلامية مروة المظفر، وكانت فعاليات المهرجان المسائية لليوم الاول قد تضمنت قراءات شعرية لعدد من الشعراء على قاعة تموز في فندق عشتار شيراتون . اعقبتها احتفالية موسيقية.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة