البصرة – سعدي السند:
توافد عدد كبير من صحفيي البصرة الى مقر نقابتهم (نقابة الصحفيين العراقيين في البصرة) لحضور احتفالية الفرح التي أعدها فرع النقابة بذكرى عيد الصحافة العراقية، والذي يعود الى يوم صدور أول جريدة في العراق عام 1869م وكانت جريدة الزوراء.
ألقى الزميل عباس الفياض رئيس نقابة الصحفيين العراقيين في البصرة كلمة رحب بمستهلها بالضيوف الذين حضروا من مؤسسات الدولة، ومن منظمات المجتمع المدني لتقديم التهاني، وقدموا باقات الورد الى النقابة بالمناسبة. فضلا عن الزملاء الصحفيين وأكد: تبدأ قصة الصحافة العراقية مع تعيين الوالي مدحت باشا على العراق، إذ جلب معه مطبعة من باريس، وصارت تطبع فيها الجريدة، ثم أسس بعدها مدرسة صناعية في بغداد، وكان من بين أهدافها سد حاجة المطبعة من العمال الفنيين والمرتبين، وكان الهدف الأساس للجريدة، إعادة الثقة المفتقدة ما بين المواطن والسلطة.
وتابع: يشكل ظهور هذه الجريدة علامة تحول بارزة وانعطافة للتحول الى الحياة الحضارية، والتقدم الذي كان يتسارع في العالم، ولا سيما في أوروبا، وكانت الزوراء صحيفة رسمية أسسها الكاتب أحمد مدحت أفندي، وهو أول من تولى رئاسة التحرير فيها، وتولاها بعده عزت الفاروقي، وأحمد الشاوي البغدادي، وطه الشواف، ومحمد شكري الآلوسي، وعبد المجيد الشاوي، وجميل صدقي الزهاوي.
اهتمت الزوراء بنشر أخبار تتعلق بالشؤون الداخلية والخارجية بالدرجة الرئيسة، إضافة الى نشر الفرمانات ومقالات في الشؤون الثقافية والسياسية والصحية.
وتعد الزوراء مصدرا تاريخيا مهما لتقييم الأوضاع السياسية والاجتماعية السائدة في العراق في تلك الفترة. وقد صدرت الزوراء بأربع صفحات من الحجم المتوسط، وكانت جزءًا من آلية الإدارة العثمانية، فهي تابعة إداريا وماليا لإدارة الولاية، وكان العاملون فيها من الجهاز الوظيفي الحكومي، ومن ثم كانت تعبّر عن سياسة الولاية، فلم يظهر في الصحيفة ما يتعارض مع السياسة العثمانية، لأن الزوراء لم تكن صحيفة رأي، ولا تنشر أفكارا لا تنسجم مع سياسة الإدارة الحاكمة، وفي الواقع كانت معظم مواد الجريدة مكرسة لنشر الأنظمة والقوانين والمراسيم والإعلانات الرسمية والأهلية.
وقد استمرت في الصدور مدة 48 عاماً، حتى بلغ مجموع ما صدر منها (2607) أعداد، إذ صدر العدد الأخير في 11 / آذار/ 1917 وبقيت الجريدة الوحيدة في بغداد، حتى صدور الدستور العثماني سنة 1908م حيث ظهرت في العراق عدة صحف باللغة العربية.
ألقى بعد ذلك الزميل فاروق حمدي من رواد الصحافة في البصرة محاضرة عن تاريخ الصحافة العراقية، وتاريخ الصحافة في البصرة بنحو خاص، مستعرضا اهم الصحف التي صدرت في البصرة، ورؤساء تحريرها، واهم الأسماء التي عملت فيها من رواد الصحافة البصرية، ودور الصحفيين في الارتقاء بالمهام الصحفية التي تتطلبها المهنة، وأهم المحطات التي مرت بها صحافة البصرة، جرت بعدها مداخلات من الحضور الكريم.
البصرة تحتفل بيوم الصحافة العراقية
التعليقات مغلقة