الخجل غير المبرر.. من المسؤول عن الخلاص منه؟

أحلام يوسف
الخجل شعور ينتاب كل واحد منا بحالة معينة، الخجل من الغرباء، الخجل من ابداء الرأي، من الجنس الاخر، من الشارع، وكل واحد منا لديه أسبابه الخاصة التي عززت هذا الشعور بداخله، وان لم يتخذ أحدنا القرار بان يتخلص من هذا الخجل “غير المبرر” سيتحول مستقبلا الى رهاب.
وهنا نؤكد ان ما نتحدث عنه يخص الخجل غير المبرر، لأننا يجب ان نخجل عند ارتكابنا خطأ بحق أحد، وعند ظلمنا لأحد، وعندما نرتكب حمقا ببعض التصرفات التي يمكن ان تؤذي الاخرين.
الدكتور احمد عمارة يقول ان اول خطوة للتخلص من الخجل غير المنطقي، اتخاذ قرار بأن كلام وآراء الاخرين غير مؤثرة.. ابحث فقط عن حقيقة الموضوع: يجب ان يكون المعيار بشأن أي موضوع هو، هل ما أقوم به صح ام خطأ، حرام ام حلال، وليس كلام واراء الناس، الشيء الآخر، تدريب النفس والتحدث اليها بأن، ليس هناك ما يستدعي ان اخجل منه، لان هناك العديد من الأشخاص يكون شكلهم او جسمهم هو السبب الذي يدعوهم الى الخجل من الظهور بالأماكن العامة، او المناسبات الاجتماعية، لكن علينا ان نفكر ان الله خلقنا بهذا الشكل.
وأشار عمارة الى ان كل واحد منا لو تعامل مع العيب في الشكل او الجسم بذكاء وتقبله بنحو جيد، سيتحول الى ميزة بمرور الوقت وذكر: مثال على ذلك الفنان إسماعيل ياسين اذ كان فمه مادة للتندر والاستخفاف، لكنه بذكاء استطاع ان يحول هذا العيب الى تذكرة دخول الى عالم الفن والشهرة. والحال نفسه مع الفنان علاء ولي الدين.
هناك قواعد للتخلص من الشعور بالخجل الذي يسبب بعض الاحراج أحيانا مما يعزز اكثر هذا الشعور، يقول الباحث بشؤون الاسرة والمعالج السلوكيّ د.ماهر العربي: ان كان لديك احتفال او اجتماع عمل وشعرت بأن يدك ترتجف، او هناك ارتجاف بالعين، او الحاجب، او الشفاه، قم بشد العضو لمدة عشر ثوان، وارخه لعشر ثوان أخرى، وكرر العملية ثلاث مرات، الى ان تشعر باسترخاء هذا الجزء. النقطة الأخرى التي يجب التركيز عليها، التفكير الإيجابي فكل من لديه موعد لمناسبة معينة، يبدأ عقله بالتفكير السلبي، “ماذا لو حصل كذا الى اخره”، عليك ان تردد مع نفسك كل الإيجابيات التي يمكن ان تحصل، وتردد جملا إيجابية تطرد نقيضتها.
الخجل الذي نعاني منه سببه البيئة الاجتماعية التي ننشأ وسطها، والتي تتبنى كلمة لا، وعيب، ولا يجوز، بأول سنة لنا نكتشف بها العالم والمحيط، لذلك فان اول خطوة تسبق كل الخطوات التي تمت الإشارة اليها من قبل عمارة والعربي، هي الوعي الاسري بكيفية التعامل مع الطفل، والطريقة المثلى لمنعه من ارتكاب الخطأ من دون نهر اوترهيب.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة