صدرت حديثاً عن منشورات المتوسط – إيطاليا، مجموعة شعرية جديدة للشاعرة الكويتية تهاني فجر حملت عنوان «صورة شخصية للحب». تجلسُ تهاني فجر في ركنٍ ما من هذا العالم، معيدةً صياغةَ مفاهيم كثيرة باسم الحب. كما لو أنَّها تصنعُ ألبومَ صورٍ شخصي بما تلتقطه من مشاهد حميمة وما تكشف عنه من رغباتٍ حسّية في مواجهة الفقد، الحرب، والبشاعة الماثلة أمام باب البيت كصورةٍ لحياة مستهلكة. ليُمسي الانتظار مسافةً لزجة تتحايلُ عليها الشاعرة بكتابة تفاصيل يومياتِها، بما يجعلُ القصيدة مرآةً تعكس ذاتها المتمرِّدة على التقاليد والأفكار المسبقة في زمنٍ متسارعٍ ونمطي يلتهمُ ملامحنا، ويحيلنا إلى وجوه خالية تسقطُ منها مشاعر الخوف والدهشة حتى ونحن نسيرُ بخطى واثقة إلى الهاوية.
تتعدَّدُ الصور التي تجمَعُها تهاني فجر من خلالِ اشتغالها على المفردة الواحدة في القصيدة، تُفكِّك الحروف والكلمات لتعيد تركيبَها بطريقتها الخاصة:
تماماً كلوحةٍ لـ «موديلياني»
أبدو برأسٍ مَحشوٍّ بأغنيَّتِكَ المُفضَّلةِ
بعُنُقٍ طويلٍ مُبلَّلٍ
بِرِيقِ قُبلِكَ بفمٍ يُشبهُ كلمةَ «أحبُّكَ»
بعينَيْن واسعَتَيْن لهما لونُ البُحَّةِ في كلمةِ «أشتهيكَ»
بساقَيْن عاريَتَيْن تلتفَّان
حول خصرِكَ
كي أُبرِّرَ خوفي من العالمِ.
كائنات تهاني فجر في مجموعتها الشعرية «صورة شخصية للحب» لا تختلف كثيراً عن الحبِّ في حالات الخيبة والانكسار، كما في حالات الانتشاء والمتعة، يصبحُ للقلب أكثر من فم ويد، أكثر من خصر وقدم، تصبحُ الكلمات سكاكين حادّة، والفراغ فقاعات نلمحُ في إحداها الشاعرة وهي تتأمّل العالم من غشاءٍ شفّاف، لكن رغم هشاشتهِ له أن يقهرَ العتمة بالسخرية ويلتقط صورةً يمكن الاحتفاظ بها إلى الأبد.
«صورة شخصية للحب» جديد الشاعرة تهاني فجر
التعليقات مغلقة