فيما نصبت لافتات كتب عليها السفارة الأميركية في القدس
الصباح الجديد ـ وكالات :
أربك دخول إسرائيل على خط الأزمة السورية، أوراق الدول الضامنة في عملية «آستانة» قبل اجتماع زعمائها منتصف الشهر الجاري، وسط توقعات بوساطة روسية لتخفيف التصعيد بين الدولة العبرية وإيران، في وقت أظهرت اشتباكات بين فصائل مدينة الباب في حلب المدعومة من أنقرة، العقبات التي يتوقع أن تواجه الوجود التركي شمال سورية، خصوصاً بعد استكمال اتفاقات إجلاء مسلحي المعارضة من المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري.
وكان الكرملين أعلن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو سيزور موسكو بعد غد لحضور العرض العسكري في «يوم النصر»، وسيعقد محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فيما اكتفى بيان لمكتب نتانياهو بالإشارة إلى إن الأخير سيناقش مع بوتين «التطورات الإقليمية».
وبات من شبه المؤكد أن اللقاء الثاني بين الرجلين خلال العام الحالي، سيكون حاسماً في شأن تحديات التعاون الثنائي داخل سورية، وحدود دور إيران ووجودها العسكري، خصوصاً عند المناطق المتاخمة للحدود الإسرائيلية.
واعتبر نتانياهو أن اجتماعه المرتقب مع بوتين «مهم على نحو خاص لأنه يأتي إزاء جهود إيران للتمركز في سورية».
ويكتسب لقاء نتانياهو ، بوتين أهمية خاصة لانعقاده قبل ثلاثة أيام من الموعد المقرر لإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب موقفه من مستقبل الاتفاق النووي الإيراني.
ويسعى نتانياهو إلى استيضاح موقف موسكو من مستقبل جبهة جنوب غربي سورية المحاذية للجولان السوري المحتل، بعد أيام من تصريحات لوزير الخارجية سيرغي لافروف أبقت الباب مفتوحاً على كل الاحتمالات في المنطقة المدرجة ضمن مناطق خفض التصعيد، ويشرف عليها الأردن والولايات المتحدة، وتنص على إبعاد إيران والميليشيات الموالية لها عن الحدود مع الجولان المحتل.
وتسعى إسرائيل، على وفق خبراء، إلى إقناع الروس بالضغط على إيران من أجل سحب قواتها والميليشيات التابعة لها من مناطق درعا والقنيطرة، والتوقف عن بناء قواعد عسكرية في الأراضي السورية.
ويحاول الكرملين التوصل إلى توازن يضمن عدم انهيار جهوده لتسوية الأوضاع في سورية ضمن توازنات دقيقة وصعبة، مع الحفاظ على علاقاته مع أطراف تحمل أهدافاً متناقضة في هذا البلد.
ورجحت مصادر روسية أن «تعرض موسكو التوفيق بين الطرفين، وبحث مطالب إسرائيل ومخاوفها مع المسؤولين الإيرانيين للتوصل إلى حلول تمنع الانزلاق إلى حرب شاملة بينهما».
ميدانياً، يخشى سكان مدينة درعا (جنوب سورية) من حرب تهجير جديدة، بعد إتمام سيطرة النظام على محيط دمشق، والقلمون الشرقي، وريف حمص الشمالي، واستبعاد توجهه إلى إدلب (شمال سورية)، ما دفع فصائل في درعا إلى عمليات دمج «استعداداً» للمواجهة، في حين نقلت مواقع معارضة عن قادة في الجنوب أن «اتفاق تسوية الجنوب بين الدول في طور الإعداد حالياً».
وفي الشمال السوري، دخل الأتراك أمس في اختبار عنيف في ما يتعلق بأخطار استمرار وجودهم شمال سورية، إذ شهدت مدينة الباب شرق حلب (شمال سورية) اشتباكات مسلحة بين فصائل «درع الفرات» الموالية لأنقرة.
وزاد التوتر تداول ناشطين في المدينة مقاطع مصورة لجنود أتراك يفرقون مسيرات احتجاجية بالرصاص، ما أسقط قتلى وجرحى، وأثار غضباً واسعاً.
وغير بعيد عن الاحداث المتلاحقة في قلب الشرق الأوسط، نصبت ثلاث لافتات طريق على الأقل كتب عليها «السفارة الأميركية» في القدس امس الاثنين وقبل افتتاح السفارة الأسبوع المقبل في المدينة بناء على إعلان الرئيس دونالد ترامب اعترافه بالمدينة عاصمة لإسرائيل.
ويقول ترامب إنه ينفذ بذلك وعودا تشريعية ورئاسية أطلقت قبل عشرات السنين. ولم تحذ قوى دولية أخرى حذو الولايات المتحدة، بل تجنبت النزاع الشائك الذي يعد أحد أعقد النزاعات بين إسرائيل والفلسطينيين، الذين يريدون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية.
واحتلت إسرائيل القدس الشرقية في حرب 1967 بعد أن كانت تحت إدارة الأردن، وضمتها في خطوة لم تحظ باعتراف دولي. وانهارت آخر جولة من محادثات السلام بشأن قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة في عام 2014.
وقال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في بيان «هذه الخطوة ليست غير قانونية فحسب، بل ستُفشل أيضا تحقيق سلام عادل ودائم بين الدولتين» المستقلتين الديمقراطيتين على حدود عام 1967 وتعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن.
ورغم قرار ترامب، تركت إدارته الباب الدبلوماسي مفتوحا أمام وجود فلسطيني محتمل في القدس.
وقال وزير الخارجية مايك بومبيو خلال زيارة لإسرائيل الأسبوع الماضي «بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ومقرا لحكومتها فإننا نقر بالواقع».
وأضاف «أشدد أيضا على ما قاله الرئيس دونالد ترامب في ديسمبر، عن أن حدود سيادة إسرائيل في القدس تظل مسألة محل تفاوض بين الأطراف، وسنظل ملتزمين بتحقيق سلام دائم وشامل يحقق مستقبلا أكثر إشراقا لإسرائيل والفلسطينيين».
وشكلت لافتات الشوارع في إسرائيل أحيانا هدفا للتخريب لدوافع سياسية، بأن يمسح يهود الكلمات العربية أو يمسح العرب الكلمات العبرية. لكن متحدثا باسم الشرطة الإسرائيلية قلل من احتمال حدوث ذلك للافتات السفارة الأمريكية.
وقال المتحدث «لا نحرس لافتات السفارة لكن هناك بالطبع رفع لمستوى الأمن حول السفارة وهو ما تم تنفيذه بالفعل».
وأضاف «هناك أيضا كاميرات جديدة بنظام الدوائر التلفزيونية المغلقة وضعت في المنطقة. تجري مراقبة محيط السفارة وكل تحرك في المنطقة عن كثب».