بغداد- وداد ابراهيم:
على قاعة حوار في بغداد قدم الفنان التشكيلي العراقي يحيى عبد القهار 23 عملاً في النحت في معرضه الشخصي الثاني، بحضور عدد من التشكيليين والمهتمين بالنقد الفني وعدد من الاعلاميين، ويستمر لمدة عشرة ايام من اجل اعطاء فرصة أكبر للفنانين والمهتمين بالحركة الفنية للاطلاع على تجربة يحيى عبد القهار.
استطاع عبد القهار ان يطوع نوعاً من انواع الخشب للتعبير عن مكنونات نفسه، في اعمال تتحدث عن فاجعة قتل الجنود العراقيين في قاعة سبايكر ومأساة العراقيين في سجن ابوغريب وغلب عليها اللون الاسود والاحمر.
ويجد عبد القهار ان ما يجمع هذه الاعمال هو الهم العراقي بعد احداث 2003 الى الان وما تعرض له العراقي من انتهاك لحقوقه، لان فن النحت لا يرتبط بالمكان فقط بل بالحدث ولأنه لا يتعامل مع الأشياء المسطحة مثل الفوتوغراف او الرسم لذا فهو الأقدر على نقل الحس الفني الى المتلقي وبصورة مباشرة لان العمل سيكون في مواجهة مجسمة وفي مشهد يعد الاهم في ساحة الفن التشكيلي.
ويقول: ان ما قدمته في معرضي هذا هو احداث تاريخية اردتُ ان اوثقها فنيا. شأنها شأن الكتابة في التاريخ، وعلى الفن ان يقترب من نسيج المجتمع ويعرف ما يحدث، ليكون صوتاً معبراً باعتبار الفن اللغة الوحيدة التي يفهمها العالم كله بل تجمع كل اللغات.
ويكمل حديثه قائلاً : على الرغم من المشاركات الفنية الكثيرة التي شاركت بها في بغداد وفي مدينتي الانبار قبل احداث عام 2003 حيث المعارض الجماعية والمهرجانات الفنية اجد هذه التجربة هي الاهم في حياتي لأني اقدم معرضاً وسط مدينة بغداد ووسط الاصدقاء من الفنانين والإعلاميين، والفن لم ينهض حتى الان في مدينتي علماً اني كنت نائب رئيس نقابة الفنانين في الانبار، وقد استعملت الخشب وجعلت اللون الاسود هو الغالب على الاعمال لأنه يرتبط بالواقع العراقي فيما جاء الاحمر ليتحدث عن كارثة كبيرة حدثت واثرت على المجتمع العراقي وهو نهر الدم والذي احدثه قتل الجنود في قاعدة سبايكر.
فيما جاءت اعمال اخرى تتحدث عما حدث للعراقيين ابان الاحتلال الاميريكي في سجن ابوغريب من سلب للحقوق المدنية في عمل جعلته باللون الاحمر لون الدم ليشهد على ما حدث للسجناء من انتهاك وتعذيب.
الفنان قاسم سبتي مدير قاعة حوار قال: المفاجأة انه كان لديه الكثير من الاعمال في الاستوديو الخاص به في بيته في مدينة الانبار فقام بكسر بعضها والبعض الاخر اخفاها خلال دخول الدواعش الى الانبار، اشعر ان ما قدمه من اعمال تستحق ان تكبر وتوضع في ساحات بغداد كما ان تعامله مع الخشب ادحض قناعاتي بأن اهم ما في النحت هو البرونز لكن الان اقول الخشب شاهد كبير على الآم هذا المبدع وله قابلية المرونة ليكون مثلما يريد الفنان ومثلما تكون الفكرة الفنية ليبدو معبرا عما يتحدث به الفنان.