ثقافة ذكورية

رغم القوانين التي تساوي بين الجنسين، وتمنع التمييز في العمل بشكل رسمي على أساس النوع، إلا أن الفجوة في الدخل بين الرجال والنساء مازالت مستمرة.
أمس الثلاثاء صادف يوم المساواة في الأجور في الولايات المتحدة، حيث يجري التذكير بما تعانيه المرأة هناك من حالة عدم المساواة، وكيف يتعين عليها أن تعمل بشكل مضاعف من أجل الحصول على نفس الراتب الذي يحصل عليه الرجل في نفس مجال العمل.
هذا يحدث في دولة تعد القوة الأولى في العالم والأغنى بين جميع دوله، إذ تفيد المصادر أن النساء يحصلن على 80 سنتاً مقابل كل دولار يحصل عليه الرجال، مع وجود تباينات أكبر بين البيض والسود واللاتين وغيرهم من المهاجرين.
وتشير الدراسات التي أجريت في هذا النطاق إلى أن المساواة بين الجنسين قد حققت خطوات كبيرة في السنوات الأخيرة، ولكن الكثير منها لا يزال يشير إلى حقيقة أن النساء عادة ما يحصلن على رواتب أقل من الرجال، مما يفاقم الفرق في الأرباح مع مرور الوقت.
الكثير من دول العالم لا يأخذ بمفهوم المساواة في الأجور بين الرجل والمرأة، بل هناك من بينها من يعزو الفجوة في الأجور إلى اختلافات في التحصيل العلمي، أو نقص في الخبرة العملية، عدا التذرع بالعوامل الطبيعية كالحمل والولادة، وذلك في تجاهل تام للخطوات الواسعة التي قطعتها المرأة في مختلف مجالات العمل، والتقليل من قدراتها على أداء أعمال يصعب على الرجل تأديتها.
إن ما نراه من وجود اختلافات واضحة في طريقة التعامل مع المرأة في هذه الدول بما فيها الدول العربية يعبر عن ثقافة اجتماعية سائدة تحط من قيمتها، وتنظر اليها نظرة دونية تزيد من الضغوط التي تواجهها في ميدان العمل، في حين ترهن بالرجل جميع الصفات الايجابية كالقيادة، والطموح، والعمل الجاد، والنجاح المهني والمالي، والكفاءة، والقوة، الأمر الذي يجعل هذه الثقافة “ذكورية” بامتياز لأنها تُقدَّر المرأة كلما تعلق الأمر بالجمال أو الأمومة أو الطبخ، لكنها تقدَّر الرجال كمثال دائم على النجاح والطموح والقوة.
هذه الثقافة تشدد عادة على الفروق البدنية بين الجنسين، بينما تسعى المرأة لتحقيق المساواة بينها وبين الرجل في العمل، وفي تقاسم المسؤولية المنزلية، والمشاركة في جميع الأدوار التي يلعبها الرجل في المجتمع دون إقصاء أو تمييز.
وثمة فرق شاسع بين ثقافة تضع الذكور والإناث في أدوار مشتركة واحدة، وثقافة تسعى لتحديد مصير النساء بعامل البيولوجيا سلفاً.
فريال حسين

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة