الهدف من اجتماع الاتحاد الوطني الكردستاني توزيع الأدوار بين جناحين

اخفق في تحديد موعد مؤتمره العام الرابع
السليمانية ـ عباس كاريزي:

ولدت القرارات التي خرج بها اجتماع المجلس القيادي للاتحاد الوطني استياء واسعا لدى اغلب اعضاء وكوادر وجماهير الاتحاد، التي عدته بمثابة مسرحية واتفاق مسبق لاعادة الثقة بالمكتب السياسي الذي تم حله في اجتماع سابق من قبل المجلس القيادي، نظرا لاخفاقه في المرحلة السابقة وتحديدا بعد مرض مام جلال في الحفاظ على استقلالية قرار الاتحاد الوطني وجعله رهينة بيد الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني.
وقال عضو في المجلس القيادي رفض الكشف عن اسمه في حديث للصباح الجديد، ان الاجتماع كان معد له مسبقا ولم تمنح الفرصة لاعضاء المجلس القيادي للادلاء بارائهم حول مجمل القضايا والمواضيع الانية الراهنة، وان القرارات صورية جاءت عقب اتفاق لتوزيع الادوار بين جناح نائب الامين العام كوسرت رسول وجناح عضو المكتب السياسي السيدة هيرو ابراهيم احمد، الذين تصارعا على السلطة والنفوذ داخل الاتحاد، عقب مرض امينه العام الرئيس جلال طالباني وابتعاده عن الساحة السياسية.
وتابع ان ما خرج به الاجتماع من اعادة منح الثقة بالمكتب السياسي، وابعاد النائب الثاني للامين العام برهم صالح وعضو المكتب السياسي محافظ كركوك السابق نجم الدين كريم، لقاء الموافقة على اشراف النائب الأول للامين العام كوسرت رسول على مؤسسات الحزب جاء بموجب صفقة توصل اليها جناحا الاتحاد لضمان بقاء نفوذهما ومواقعهما داخل سلم القيادة، وهو ما قال انه يتعارض كليا مع مطالب الكوادر وتطلعات جماهير الاتحاد، الذين يطالبون بعقد المؤتمر العام الرابع وعدم تاجيله الى ما بعد الانتخابات، و حل المكتب السياسي الحالي ومساءلة اعضاء الهيئة العاملة ومحاسبتهم عن الفشل والاخفاق الذي جروه على الحزب جراء تخليهم عن النهج والستراتجية التي كان مام جلال يدعو لها ويؤكد عليها، والتي كانت تتمثل بعدم التصعيد مع بغداد والحفاظ على علاقات الاتحاد مع دول الجوار والاحزاب والقوى السياسية العراقية والتمسك بدور الكرد في الحفاظ على وحدة العراق ونظامه الفيدرالي.
وكان المجلس القيادي للاتحاد الوطني الكردستاني، قد عقد اجتماعه الاعتيادي امس الاول السبت بعد اشهر من الانتظار في مدينة السليمانية، وقرر خلاله ابعاد النائب الثاني للامين العام برهم صالح وعضو المكتب السياسي محافظ كركوك السابق نجم الدين كريم من صفوفه نتجية لاخلالهما بسياسة وبرنامج الاتحاد.
وقال المتحدث باسم الاتحاد الوطني سعدي احمد بيرة في مؤتمر صحفي عقده في مبنى المكتب السياسي بمحافظة السليمانية عقب انتهاء الاجتماع، ان المجلس القيادي اتخذ عددا من القرارات، الانية والتي جاء في مقدمتها، أن يشرف النائب الأول للامين العام للاتحاد الوطني الكردستاني كوسرت رسول على مؤسسات الاتحاد الوطني الكردستاني كافة لحين عقد المؤتمر العام الرابع، وزيادة عدد اعضاء اللجنة المكلفة بالاعداد للمؤتمر، والعمل على ضرورة تفعيل جميع الامكانات للمشاركة في الانتخابات المقبلة.
وأكد بيره ان محور الاجتماع الأول تركز على تحديد هيئة لانتخابات مجلس النواب العراقي، مشيرا الى ان الهيئة ستكون بإشراف السيد كوسرت رسول ، وتابع انه تقرر ان يتولى كوسرت رسول مهام الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني، وان يشرف على كافة مؤسسات ومكاتب الاتحاد، واردف كما منح المجلس القيادي الثقة مجددا لاعضاء المكتب السياسي الجدد، وهم كل من (هيرو ابراهيم احمد، ملا بختيار، عمر فتاح، حاكم قادر حمه جان، محمود سنكاوي، رفعت عبد الله، جعفر شيخ مصطفى، ارسلان بايز، عماد احمد، شورش اسماعيل، سعدي احمد بيرة، عدنان مفتي، رزكار علي، قادر عزيز، ئاسو مامند).
وكان بيان للمجلس القيادي تلقت الصباح الجديد نسخة منه، قد قال ان المجلس القيادي قرر كذلك ضرورة اعادة صياغة علاقات الاتحاد الوطني على اسس جديدة، مع الاحزاب والاطراف الكردستانية، والقوى السياسية العراقية، بنحو فاعل افضل من السابق، وان يلعب الاتحاد دورا فاعلاً في اعادة بناء العلاقات مع الحكومة الاتحادية، في اطار الدستور الدائم ضمانا لحقوق شعب كردستان، كما طالب باعادة تنظيم العلاقة مع دول الجوار والقوى الديمقراطية والتقدمية في المنطقة.
وبشأن موعد عقد المؤتمر العام الرابع للاتحاد الذي تأخر موعد انعقاده قرر المجلس القيادي توسيع اللجنة المشرفة على الاعداد له من ثلاثة الى ثمانية اشخاص، ليعملوا على تحديد موعد مناسب لاجراء المؤتمر عقب الانتهاء من الانتخابات المقبلة.
واضاف البيان ان القائمة 162 هي الممثل الوحيد للاتحاد الوطني في الانتخابات المقبلة، وان اية قائمة اخرى لا تمثله، في مؤشر على رفض محاولة موالين للنائب الثاني للامين العام برهم صالح داخل المجلس القيادي استغلال نفوذهم داخل مؤسسات الاتحاد، للترويج لتحالف الديمقراطية والعدالة الذي اعلن عنه صالح مؤخرا خارج صفوف الاتحاد الوطني لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة.
بدوره رد تحالف الديمقراطي والعدالة على بيان المجلس القيادي للاتحاد الوطني، قائلاً ان رئيس تحالف الديمقراطية والعدالة برهم صالح، غير ملتزم باية قرارات او توصيات تصدر من المجلس القيادي للاتحاد، وان صالح اعلن استقالته من الاتحاد قبل تشكيل تحالفه الانتخابي.
واضاف المتحدث باسم تحالف الديمقراطي والعدالة ريبوار كريم، ان برهم صالح ليست له اية صلة بمؤسسات الاتحاد الوطني وهو غير ملزم بقرارات مجلسه القيادي.
واضاف كريم ان صالح قدم منذ مدة استقالته من منصبه كنائب ثانٍ للامين العام للاتحاد، ومن عضوية الحزب، لذا فهو غير ملزم باية قرارات تصدرها مؤسسات الاتحاد.
وكان برهم صالح قد اعلن استقالته من منصبه كنائب ثان للامين العام للاتحاد الوطني الكردستاني عقب خلافات، برزت داخل المكتب السياسي بين جناح عقيلة جلال طالباني السيدة هيرو ابراهيم احمد وكوسرت رسول حول زعامة الحزب والتحكم بمركز القرار والسلطة فيه، وذلك عقب اشهر من مرض الامين العام للاتحاد الوطني الرئيس العراقي السابق جلال طالباني وابتعاده عن النشاط السياسي عام 2014.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة