ترحيب دولي كبير بقمّة ترامب وكيم ويونغ المرتقبة

الرئيس الأميركي يرفض طلب نتنياهو عرقلة «نووي السعودية»
متابعة ـ الصباح الجديد:

فجر الرئيس الأميركي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ أون الذين عرفا بتصريحاتهما النارية لكن، «قنبلة» من العيار الثقيل، إذ اتفقا على عقد قمة تاريخية في أيار المقبل.
ويأمل المجتمع الدولي بأن تحقق اختراقًا في تسوية أزمة البرنامجَين النووي والصاروخي لبيونغيانغ. وسيأتي اللقاء الأول بين زعيمَي البلدين، بعدما تبادلا شتائم وإهانات وتهديدات وتجريحًا شخصيًا، إذ وصف الرئيس الأميركي نظيره الكوري الشمالي قبل أشهر بأنه «رجل الصاروخ» و»قصير وسمين»، مهددًا بـ»تدمير كامل» لبيونغيانغ، فيما اعتبر كيم أن ترامب «مضطرب عقليًا»، وتزامن ذلك مع تصعيد للتوتر في شبه الجزيرة الكورية، بعد تنفيذ كوريا الشمالية تجربة نووية سادسة وإطلاقها صواريخ باليستية عابرة للقارات، تطاول الولايات المتحدة.
وإذ سارع ترامب إلى قبول «رغبة» كيم الثالث في القمة، شدد نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، على أن الولايات المتحدة لم تقدّم «أي تنازلات»، و»كثفت ضغوطها باستمرار» على الزعيم الكوري الشمالي، ورأى أن دعوة الأخير إلى حوار «دليل على نجاح إستراتيجية ترامب الخاصة بعزل نظامه».
أما وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، فنبّه إلى وجوب التمييز بين «المحادثات» و»المفاوضات»، مشيدًا بـ»نجاح» السياسة التي نفذتها الخارجية إزاء بيونغيانغ. وأقرّ بأن «الأمر شكّل مفاجأة قليلًا بالنسبة الينا». وزاد: «يجب الآن الاتفاق على توقيت لقائهما الأول، وسيستغرق الأمر أسابيع لتسوية كل الأمور».
وكان ترامب سخر من تيلرسون، معتبرًا أنه «يهدر وقته» في محاولته إجراء حوار مع كوريا الشمالية. لكن مسؤولًا أميركيًا برّر موافقة الرئيس على القمة بأن كيم الثالث هو «الشخص الوحيد القادر على اتخاذ القرار في ظل نظامه الاستبدادي»، مذكرًا بأن ترامب «حقق سمعته في مجال إبرام الصفقات».
وكتب على موقع «تويتر»: «أُحرز تقدّمًا كبيرًا، لكن العقوبات ستبقى إلى حين التوصل إلى اتفاق». لكن القمة تثير تساؤلات وشكوكًا، إذ يرى فيها بعضهم محاولة من كيم الثالث لفكّ العزلة عن بلاده ورفع العقوبات القاسية المفروضة عليها، بأقل الخسائر الممكنة، أي من دون التخلّي عن برنامجَيه النووي والصاروخي، كما فعل والده وجده قبل أعوام. كما ينبّه آخرون إلى سابقة، إذ أن اللقاء يجعل كيم الثالث في مكانة الرئيس الأميركي، ويمنح حكمه شرعية دولية.
واعتبر دويون كيم، وهو باحث في معهد «منتدى مستقبل شبه الجزيرة الكورية» مقرّه سيول، أن كوريا الشمالية تنفذ «حيلة تخدم مصالحها» وتجعل كيم يبدو كأنه «زعيم جريء لقوة نووية طبيعية محبة للسلام».
واستدرك «على رغم العباءة الخادعة، يشكّل الاتفاق فرصة بالنسبة إلى الولايات المتحدة، إذ وُضعت الكرة في ملعب واشنطن، وأمّنت لإدارة ترامب نافذة للانخراط واختبار النظام، من خلال مفاوضات مباشرة».
وفي نيويورك، قال ديبلوماسي كوري شمالي بارز لدى الأمم المتحدة لصحيفة «واشنطن بوست»، إن الدعوة التي وجّهها كيم الثالث هي نتيجة «قرار حازم ومنفتح» اتخذه للمساهمة في السلام والأمن في شبه الجزيرة الكورية.
وكان ترامب سارع إلى قبول الدعوة، بعدما أبلغه إياها شفهيًا في البيت الأبيض مدير الأمن القومي في كوريا الجنوبية تشونغ أوي يونغ، الذي أطلع المسؤولين الأميركيين على نتائج اجتماع نادر أجراه مع كيم الثالث في بيونغيانغ قبل أيام. وظهر تشونغ أمام الصحافيين في شكل مفاجئ، وأبلغهم أن كيم «أعرب عن رغبته في لقاء ترامب في أسرع وقت»، مضيفًا أن الرئيس الأميركي «قال إنه سيجتمع مع كيم يونغ أون بحلول أيار ، لتحقيق نزع دائم للسلاح النووي».
والطريف أن مسؤولًا كوريًا جنوبيًا نقل عن كيم الثالث تعهده أنه «لن يوقظ» الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن من نومه بعد الآن، على إنذارات متعلّقة بإطلاق بيونغيانغ صواريخ، ووصف مون الإعلان عن القمة بأنه «أشبه بمعجزة»، لكن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أعلن «مواصلة ممارسة ضغوط قصوى، إلى أن تتخذ كوريا الشمالية إجراءات عملية على طريق نزع السلاح النووي».
وحضّ الرئيس الصيني شي جينبينغ ترامب، في اتصال هاتفي، على إجراء «حوار بأسرع وقت» مع كوريا الشمالية، مرحبًا بـ»النيات الإيجابية» التي يبديها الرئيس الأميركي في هذا الصدد. أما وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، فرأى في الإعلان عن القمة «خطوة في الاتجاه الصحيح».
وفاجأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب العالم، الخميس الماضي، بإعلان استعداده للقاء كيم يونغ أون، زعيم كوريا الشمالية، ما يمثل اختراقًا في الأزمة الدبلوماسية بين واشنطن وبيونغ يانغ، وقال عبر حسابه على «تويتر»: «كيم يونغ أون تكلم عن نزع السلاح النووي مع مسؤولي كوريا الجنوبية وليس فقط تجميده، وأيضًا لن تقوم كوريا الشمالية بتجارب صاروخية خلال هذه الفترة»، وأضاف «هذا تقدم كبير تم إنجازه»، متابعًا «تم التخطيط للقاء».
وجاءت تغريدة ترامب بعد لقائه مع تشونغ أيوي يونغ، رئيس مكتب الأمن القومي في كوريا الجنوبية. حيث أعلن يونغ عقب اللقاء أن ترامب وافق على الاجتماع بحلول مايو المقبل استجابة لدعوة كيم، ووفقًا لتيلرسون، فإن الرئيس ترامب اتخذ قرار الاجتماع من تلقاء نفسه، ما يعني أنه لم يستشر أحدًا، وأضاف أنه تحدث امس الاول الجمعة إلى الرئيس «وأجرينا محادثة جيدة للغاية».
وقوبلت القمة المرتقبة بترحيب دولي، وعبرت الصين عن «سعادتها الغامرة». فيما وصفها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأنها «خطوة في الاتجاه الصحيح».
على صعيد آخر، كشفت القناة الإسرائيلية الـعاشرة أن رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، طلب خلال زيارته واشنطن من الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عدم تزويد السعودية بمفاعل نووي لكن الأخير رفض.
وأوضحت في تقرير خاص نشرته امس الاول الجمعة واستند إلى تصريحات مصادر مطلعة، أن ترامب لم يوافق على وقف العمل على صياغة اتفاق مناسب بين الولايات المتحدة والسعودية قائلا لنتنياهو إنه، في حال رفض أمريكا تصدير مفاعل نووي للمملكة، هذه المهمة ستقوم بها روسيا أو الصين. وكانت السعودية قد أعلنت في الأشهر الأخيرة عن خططها لإطلاق برنامج خاص سيتيح لها تلبية احتياجات البلاد إلى الطاقة النووية بقدراتها الذاتية وسيمكن من إنشاء 17 مفاعلا.
وأشارت القناة الـعاشرة إلى أن نتنياهو طلب أيضا من ترامب، خلال لقائهما الذي جرى يوم 5 مارس، الإصرار، حال موافقة واشنطن النهائية على بناء المفاعل في السعودية، على منع المملكة من تخصيب اليورانيوم بنفسها عبر وضع شرط مناسب مسبوق لتمرير الصفقات.
وحسب التقرير فإن ترامب لم يقدم أي رد على هذا الطلب، لكن الطرفين وافقا على مواصلة المشاورات حول هذا الموضوع.
ومن الجدير بالذكر في هذا السياق أن السعودية تطالب بمنحها الحق في تخصيب اليورانيوم ووضعت هذا المبدأ شرطا أمام الشركات الأمريكية، التي تريد إبرام الصفقات الخاصة ببناء المفاعل النووي في المملكة والتي تصل قيمتها الإجمالية، حسب التسريبات الإعلامية، عشرات المليارات من الدولارات.
ويأتي هذا التطور على الرغم من التقارب الملموس بين السعودية وإسرائيل، الدولتان اللتان لا علاقات رسمية بينهما، على خلفية وحدة مواقف البلدين من قضية «التهديد الإيراني

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة