هرم بعض أعضائها يهدد منظمة التحرير
الصباح الجديد ـ وكالات:
أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، نصب المستوطنين خياما في ساحة الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، فيما تصاعدت حدّة السجال بين السلطة الفلسطينية وحركة «حماس» على خلفية الدعوة لالتئام المجلس الوطني نهاية الشهر المقبل.
وقالت الخارجية ،في بيان امس الاول الجمعة ،إن هذا العمل تصعيد خطير وغير مسبوق في ممارسات الاحتلال الاستعمارية التوسعية الهادفة إلى تهويد الحرم الإبراهيمي ومحيطه والبلدة القديمة في خليل الرحمن.
وأضافت أن هذه الخطوة الاستيطانية التهويدية تأتى في إطار إجراءات وتدابير الاحتلال الهادفة إلى ارتكاب أوسع عملية تهجير سرية للمواطنين الفلسطينيين من البلدة القديمة ، واستمرارا لعمليات التضييق الحياتي الشامل عليهم اقتصاديا وتعليميا ودينيا ، حيث صعدت سلطات الاحتلال مؤخرا من محاولاتها لمنع المصلين من الوصول إلى الحرم الإبراهيمي الشريف ، إضافة إلى منع الأذان فيه.
وكشف مسؤولون فلسطينيون، أن السبب الحقيقي وراء عقد المجلس «هو انتخاب لجنة تنفيذية جديدة لمنظمة التحرير، بعدما شارفت اللجنة الحالية على فقدان النصاب القانوني لانعقادها اثر وفاة ومرض وشيخوخة عدد من أعضائها».
وأوضح أحد مساعدي الرئيس محمود عباس (أبو مازن) أنّ وفاة عضو اللجنة غسان الشكعة الشهر الماضي، وإصابة العضوين محمد زهدي النشاشيبي بأمراض الشيخوخة التي أقعدته عن الحركة، وعبد الرحيم ملوح بمرض عصبي جعله غير قادر على المشاركة في الاجتماعات الدورية، هدد جدياً اكتمال النصاب القانوني لأي اجتماع مقبل»، مشيراً إلى أنه في حال تغيب عضو واحد عن أي اجتماع مقبل، لأي سبب كان، فان الاجتماع «يفقد النصاب القانوني».
وكان رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون أعلن الشروع في التحضيرات اللازمة لعقد المجلس الوطني في 30 الشهر المقبل.
وقال مسؤولون إن الدورة المقبلة للمجلس ستشهد انتخاب قيادة جديدة للمنظمة، من بينهم عدد من أعضاء اللجنة المركزية لحركة «فتح» والذين سيخلف أحدهم الرئيس عباس مستقبلاً، أو في حالة شغور منصب الرئاسة لأي سبب كان، ومن المؤكد أيضاً استبدال عدد من أعضاء اللجنة التنفيذية بأعضاء جدد من مستقلين وممثلي فصائل. ومن أبرز الوجوه التي ستغادر قيادة المنظمة في الدورة المقبلة للمجلس الوطني ياسر عبد ربه الذي احتل، حتى وقت قريب، ثاني أهم منصب في المنظمة وهو أمين السر.
وتوقف عبد ربه عن حضور اجتماعات اللجنة منذ سنتين على خلفية خلافات مع عباس الذي أبعده عن منصبه في اللجنة، واستبدله بالدكتور صائب عريقات، واعتُبر تعيين عريقات أميناً للسر في اللجنة التنفيذية مقدمة لتكريسه خليفة لعباس. لكن إصابة عريقات بمرض رئوي استدعى إجراء عملية زراعة رئة له، قلل من فرصه لهذا الموقع، ومن أبرز الوجوه المرشحة لخلافة عباس في التشكيلة الجديدة المرتقبة، أعضاء اللجنة المركزية لـ «فتح»: جبريل رجوب ومحمود العالول والدكتور محمد إشتية.
ومن الشخصيات التي ستغادر أيضاً محمد زهدي النشاشيبي البالغ من العمر حوالى 90 سنة، وأحمد قريع، وزكريا الآغا وعلي اسحق وعبد الرحيم ملوح وغيرهم، وأعلن سليم الزعنون أن المجلس الوطني سيعقد بشكله القديم، بعدما فشل الاتفاق لمشاركة حركتي «حماس» و «الجهاد الإسلامي»، واعتبر عضو المكتب السياسي لـ «حماس» عزت الرشق، أنّ دعوة المجلس الوطني للانعقاد بتشكيلته الحالية من دون مشاركة «حماس» و»الجهاد»، «تكريس لحالة الانفراد وضربة لجهود المصالحة وتكريس للانقسام». وأضاف في تغريدة على صفحته في موقع «تويتر»، أنّ هذه الخطوة «تجاوز لنتائج ومقررات اللجنة التحضيرية للمنظمة في بيروت، ومن شأنها إعادة إنتاج مجلس هزيل فاقد للشرعية». وأشار إلى أنّ الخطوة «تفويت الفرصة لانتخاب مجلس جديد يمثل الجميع، ويكون قادراً على مواجهة صفقة القرن، ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية».
وكانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير قررت، خلال اجتماع برئاسة عباس عقد المجلس الوطني نهاية الشهر المقبل، ما رفضته «حماس» و «الجهاد»، وقال الناطق باسم «الجهاد» داود شهاب، إن «التجربة تدلل على أن هذه الاجتماعات بلا قيمة، إذ انعقد المجلس المركزي قبل فترة وجيزة، وعلى رغم ضعف توصياته إلا أن السلطة لم تنفذها، وضربتها بعرض الحائط». ورأى أن «هذه الاجتماعات تجري وفق رؤية أحادية من دون توافق وبعيدة عن الإجماع الوطني؛ ما يجعلها تفتقد الشرعية الحقيقية».