مرجعية لاتبغي جزاءا ولاشكورا 

لانها مكتنزة بمكنونات روحية ولانها مترفعة ومتنزهة عن المصالح وتسمو على كل العناوين بقيت مرجعية النجف ملاذا روحيا لكل المتطلعين نحو غد امن وموئلا للباحثين عن العدالة الانسانية ..مهما كانت دياناتهم وقومياتهم ومذاهبهم ..ولعل تصريح الاب المسيحي قبل ايام بعد لقائه المرجع الاعلى السيد علي الحسيني السيستاني كان يعبر بشكل دقيق عن مايختلج من مشاعر في كل من يتلقى رسائل هذه المرجعية حيث وصف هذه المرجعية بانها النور في في عالم ضبابي يحيط بالعراق وشعبه وقال البطريك «مارلويس روفائيل ساكو الأول» رئيس طائفة الكلدان في العراق ان السيستاني قال بالنص  أنتم جزءا منا ونحن جزء منكم وانتم في قلبنا ونحن متألمون لما يحصل منكم وللسنة والشيعة لان الكل مستهدفون”.وقال “شكرنا له اهتمامه ومبادراته  ونأمل أن يعمل الكل يسمع إلى صوته وإلى اعتداله وإلى حكمته وإلى إرشاداته”، وقال “ليس الجميع يسمعون إلى صوت البابا وليس الجميع يسمعون لنا وهنالك من لا يريد الخير من أجل بناء البلد”…ومن هذا المنطلق لابد ان يدرك هؤلاء المتصارعين والذين لايتوقف لهاثهم وصراعهم وتشبثهم بالمناصب بان مثل هذا النموذج الروحي والرسالي يستحق الانصات ويستحق الاستجابة ولابد من تجسيد النبل والوفاء في التعاطي مع رسائله المتكررة التي لايبغي من ورائها لاجزاءا ولاشكورا ..وعلى من تناسوا المواقف المبدئية وافضال هذه المرجعية ان يراجعوا انفسهم مليا وان يستذكروا كيف ارست هذه المرجعية القاعدة الصلبة لبناء العراق الديمقراطي التعددي ووفرت الاجواء المناسبة لانطلاق اوسع عملية سياسية تعددية بعد سقوط النظام الديكتاتوري وكيف وقفت بحزم امام اية تطلعات ملتوية ومغرضة ارادت تقديم او تاخير مجريات الاستحقاق الديمقراطي بما يتلائم ومصالح دول وجهات حاولت تطويع الدستور والقوانين والاجتهاد في تفسيرها ..مرجعية منحت الفرصة وزكت شخوصا لمنحها الفرصة كي تقدم العطاء للملايين المحرومة في ارض العراق  يوم كانت هذه الشخوص تحلم بكلمة او قصاصة ورق تؤكد فيه دعمها من قبل هذه المرجعية ..!! ويوم تبين ان هؤلاء لم يكونوا اكفاء لهذه المهمة ولم يكونوا نزيهين ومخلصين لهذا الدور تخلت عن دعمهم وسحبت غطاء الشرعية في تاييدهم ورفضت استقبالهم والجلوس معهم حتى يراجعوا انفسهم ويعيدوا النظر في اساليبهم وادارتهم لمقاليد السلطة في العراق وانتظرت وصبرت حتى حلول الفرصة ووصول الاستحقاق الديمقراطي الى اوانه كي تعلن وجوب حصول التغيير بما يعيد للدولة توازنها وللعملية السياسية ديمومتها من غير ان تعلن اسماء وعناوين احزاب بعينها او شخوص بعينهم ..فلماذا جحد اليوم من كان بالامس من  مريديها واتباعها ورافعين لوائها في ميادين الانتخابات ومن  يتلفعون بعبائتها وينادون بقيادتها ويستظلون بظلها ..!! ومن يدقق في رسائل المرجعية الاخيرة سيدرك مدى احترام هذه المرجعية لهؤلاء رغم كل هذا الخذلان وهذه الخيبة ورغم تكشف انانية وجشع من تشبثوا بالعناوين والمناصب فهي تخاطبهم دون ذكر اسمائهم وتناشدهم بالتلميح لا بالتصريح عسى ان ان يهديهم الله الى طريق الصلاح وتدعوهم مرارا وتكرارا بضرورة اتباع هدى الله لاهوى انفسهم الامارة بالمطامع والمغانم والمناصب وتذكرهم بعواقب  التشبث بالمناصب والاستئثار بالسلطة والانغماس بملذاتها وعدم الالتفات للمخاطر المحدقة بالوطن وماحل به من خراب ودمار وتشريد شرائح واسعة من مجتمعه وقتل الالاف منهم في الجبال والوديان والسهول ..فهل وعى وادرك هؤلاء مضمون ودلالات مثل هذه الرسالة الخالصة لوجه الله جل في علاه  ام يستمرون في غيهم الذي لانفع فيه ولن يجلب لهم سوى الحسرة والخيبة !!

د.علي شمخي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة