من بين اهم اهداف الحملات الانتخابية الناجحة هي التعرف على المبادرات والانجازات والاعمال التي يسعى المرشحون لتقديمها للجمهور وفي الوقت نفسه التعرف على الافكار والمواقف تجاه الاحداث والقضايا الداخلية والخارجية وكل مايتعلق بمصالح الناس وكلما كانت هناك شفافية ومصداقية في طرح هذه المشاريع والافكار كلما اقتربنا من المظاهر الصحية للعملية الديمقراطية وبالتالي فان نجاح الحملات الانتخابية يعني نجاح مفصل مهم من مفاصل الديمقراطية نفسها وحتى تأتي النتائج صحيحة لابد للمرشحين من الالتزام بالقواعد السليمة للترويج لحملاتهم وتسويق مشاريعهم والتحلي باخلاقيات متعارف عليها في تلك الحملات ومما يدعو الى الاسف ان نرى قصورا وعدم نضوج في افعال وتصريحات بعض النواب السابقين الذين يسعون للتقديم مجددا للانتخابات والمرشحين الجدد حيث تحفل مواقع التواصل الاجتماعي ومنابر المؤتمرات الصحفية هذه الايام بتصريحات اقل مايقال عنها بانها خارج اسوار الاخلاقيات ولاتنتمي لمعالم الحملات الانتخابية وتقترب من التشهير والتخوين من اجل تشويه صورة مرشحين اخرين عند الجمهور واتباع اساليب مقيتة تستهدف تسقيط الاخر مهما كانت الوسيلة ومهما كان الثمن والاسوأ من ذلك ان تنبري جيوش اخرى من المؤيدين والمعارضين للانضمام الى هذا التشويه وهذا الانتهاك بما يكرس الفوضى والتشويش على الناخبين ويغفل هؤلاء الذين ينهجون هذا النهج ان سلوكهم هذا السلوك المشين يشوه من نظره الجمهور اليهم ويؤدي في النهاية الى التقليل من شأنهم اكثر مما يؤدي الى تشويه صورة المرشحين الاخرين وفي الوقت نفسه يعكس صورة سلبية عن واقع الانتخابات في العراق ويضعف من حماس الناخبين ولابد من الحرص على ان تكون ساحة الحملات الانتخابية ساحة تشيع فيها الروح التنافسية الشريفة بما يمكن الجمهور من الاطلاع على مواقف المرشحين وادائهم بنحو حقيقي وواضح من دون تزويق وادعاءات واتهامات لاترتقي الى مستوى النخبة السياسية الممثلة باشخاص ستوكل لهم في النهاية القرارات المصرية المتعلقة بالشعب والدولة ومن واجب هذه النخبة ان تكون عند حسن ظن جمهورهم ووطنهم في المكان والزمان المناسب وسيكون الفوز الحقيقي هو في ترسيخ معالم الثقة والمصداقية واتباع القواعد السليمة في تنظيم حملة انتخابية في كل مراحلها انطلاقا من الشروع في اجراء الحملة وحتى نهاية اخر يوم فيها .
د. علي شمخي
تنوير لاتسقيط..!
التعليقات مغلقة