اعداء .. ام حلفاء !

بين حين وحين اخر تخرج في العراق تصريحات غير مسؤولة تحاول زج الدولة عامة والحكومة خاصة بمشكلات سياسية مع المحيط الخارجي وينطلق اصحاب هذه التصريحات من اجندات قاصرة يريدون من ورائها ارضاء احزابهم او قادة كياناتهم السياسية او جمهورهم الخاص او دول اقليمية تدعمهم وتريد تسويق اهدافها من خلال هؤلاء الاشخاص وهذه التصريحات ..وللاسف فان الفوضى تحيط المواقف العراقية تجاه العديد من الملفات ومن اهمها المواقف الرسمية من الدول الاخرى وحسمها في الكثير من القضايا ومن اوضح الامثلة على ذلك هو الموقف من الولايات المتحدة الاميركية حيث تتضارب التصريحات الرسمية احيانا بين مؤيد ومعارض للدور الاميركي في العراق بين مسؤولين في داخل الحكومة نفسها وبين اعضاء داخل مجلس النواب ففي حين نرى هناك ترحيب عراقي بهذا الدور ودعوات لتعزيز دور الولايات المتحدة وطلب دعمها في ملفات مهمة وخطيرة وحساسة مثل الحرب على الارهاب ودعم القوات العراقية والتأكيد على ان اميركا حليف استراتيجي للعراق تنطلق تصريحات اخرى متعارضة ومتضاربة مع هذا المفهوم وتنعت الاميركيين بابشع الصفات وتخونهم وتعيرهم وتصفهم احيانا بالاعداء ومثل ذلك ينطبق على العلاقات العراقية – الايرانية والعلاقات العراقية – السعودية والعلاقات العراقية – الكويتية والعلاقات العراقية – السورية والعلاقات العراقية – الاردنية والعلاقات العراقية – التركية ومحاور اخرى في ملف العلاقات بين العراق والدول العربية والاجنبية.. ان مثل هذه المواقف المتضاربة تشوش كثيرا على الراي العام العراقي وتفقد الكثير من هيبة الدولة العراقية وتضعف الثقة بجهازها الاداري وادائها السياسي ولربما يغدو مفهوما هذا التنوع في التصريحات والمواقف انطلاقا من تجربة العراق السياسية التعددية وحرية التعبير عن الرأي لكن التعمق في هذا التضارب والتشدد في الدفاع عنها في المحافل المحلية والعربية والدولية يضعف من موقف الحكومة العراقية ويعرضها للاحراج ويكفي ان تكون وزارة الخارجية العراقية هي المعبر الرسمي عن صورة علاقات العراق مع محيطه العربي والدولي في حين سيكون التدخل في دور الوزارة امرا مرفوضا ولاينتمي الى القواعد الصحيحة في العمل السياسي وعلى من يخوضون في هذه التصريحات غير المسؤولة ان يكفوا عن ذلك او ان يحتفظوا بمواقفهم داخل اروقتهم الخاصة الحزبية والشعبية وعدم اعمامها وتسويقها على انها مواقف رسمية للدولة العراقية.
د.علي شمخي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة