مشددة على أهمية مشاركتهم في الانتخابات
متابعة ـ الصباح الجديد:
شدّدت نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق للشؤون السياسية والانتخابية اليس وولبول خلال زيارتها إلى مخيمٍ مؤقتٍ للنازحين في كركوك على أن العراقيين الذين اضطرّوا للنزوح جرّاء النزاع الأخير لهم حقٌ في التصويت غيرُ قابلٍ للتصرّف، وينبغي تمكينهم من المشاركة في الاقتراع المقبل وأن يكون لهم صوتٌ في رسم مستقبل بلادهم.
وتهدف زيارةُ نائب الممثل الاممي للنازحين في مخيم ليلان -١ في كركوك إلى إبراز أهمية مشاركة النازحين في الانتخابات وتشجيعهم على ممارسة حقهم في اختيار ممثليهم في مجلس النواب .
وشارك في تنظيم هذه الزيارة كلٌّ من بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) ومكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في العراق. والتقت نائب الممثل الخاص وولبول خلال الزيارة بالأسر النازحة، واغتنمت الفرصة للاطلاع على استعداداتهم للتصويت.
وقالت وولبول التي كانت قد زارت مؤخراً مخيماتٍ أخرى للنازحين في أطراف بغداد للدعوة إلى شمول النازحين وغيرهم من الفئات الأكثر ضعفاً في عمليةِ انتخاباتٍ حرةٍ ونزيهةٍ “ما زلتُ أشدّد على الأهمية المركزية لمشاركة النازحين في الانتخابات المقبلة.” ودعت الى اتخاذ تدابيرَ خاصةٍ لضمان تمكين الناخبين الشباب الذين صار يحقّ لهم التصويت لأول مرةٍ والفئاتِ الأكثر ضعفاً من التسجيل والتصويت في الانتخابات المقرّر إجراؤها في 12 أيار المقبل .
وجدّدت وولبول التأكيد على الحق الدستوري لجميع العراقيين في المشاركة في الانتخابات، وشجعت الناخبين على بذل جهدهم للتوجه للإدلاء بأصواتهم. وقالت: “سأواصل الدعوة إلى تمكين النازحين من التصويت من أجل مستقبل العراق. وفي الواقع، أنا أشجع بقوّةٍ جميع الناخبين على إظهار التزامهم بمستقبل بلادهم من خلال التوجه للتصويت بأعدادٍ كبيرةٍ في يوم الانتخابات.”
كذلك، عقدت نائب الممثل الخاص السيدة وولبول خلال زيارتها إلى كركوك اجتماعاتٍ مع محافظ كركوك وكالةً وسياسيين من المحافظة لمناقشة الوضع السياسي والانتخابات المقبلة.
من جانبه طمأن مدير المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في كركوك قيس محمد خورشيد سكّان المخيّم بأن المفوضية ستوفّر لهم جميع آلياتٍ لتصويت النازحين في مراكزَ مخصّصةٍ داخل مخيماتهم. كما أكّد أن فرق التسجيل المتنقلة ستجري زيارة أخرى إلى المخيم لغرض تمكين أولئك الذين لم يتم تسجيلهم بعد من إضافة أسمائهم. وتواصل الأمم المتحدة تقديم الدعم الفني والمشورة للمفوضية بشأن الاستعدادات للانتخابات.
على صعيد متصل أفادت المنظمة الدولية للهجرة بأن الالاف من النازحين في العراق يواصلون العودة إلى ديارهم.
ووفقا لأحدث تقرير لمصفوفة المنظمة الدولية للهجرة لتتبع النزوح، حتى نهاية الشهر الماضي عاد أكثر من ٣ ملايين و300 الف عراقي إلى مناطقهم الأصلية، في حين ما يزال هناك مليونين ونصف المليون نازح. وتبين الأرقام الحديثة للمنظمة الدولية للهجرة أن حركات العودة مستمرة. ففي كانون الثاني تم تحديد ١٢٥ ألف عائد آخر حيث عادوا إلى المحافظات الأربع نينوى وصلاح الدين وكركوك والأنبار.
ومنذ بداية الأزمة في أوائل عام ٢٠١٤، بعد أن سيطر تنظيم داعش على أجزاء كبيرة من وسط العراق ولاحقها الصراع لإستعادة هذه المناطق، نزح ما يقرب من ستة ملايين عراقي. وقد عانت مجتمعاتهم من دمار وأضرار واسعة النطاق ، وفي كانون الثاني الماضي ولأول مرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، تجاوز عدد العائدين على عدد النازحين. ففي السنوات الثلاث الماضية، تلقت محافظة الأنبار أكبر عدد من العائدين وذلك بفضل تحسن الوضع الأمني وإعادة تأهيل الخدمات وإعادة بناء الهياكل الأساسية.
وقد سجلت المحافظات الثلاث أكبر انخفاض في أعداد النازحين وهي محافظة نينوى (-٦ في المائة)، وبغداد (-١٢ في المائة)، والأنبار (-١٧ في المائة)، وهي تشكل معا نحو ثلثي انخفاض عدد النازحين على الصعيد المحلي أي (أكثر من ١٤٥ ألف شخص). ومن بين بقية النازحين في العراق والبالغ عددهم ٢.٤٧ مليون نازح، لا يقطن سوى نصفهم (٥١ في المائة) في أماكن خاصة، في حين ما يزال أكثر من ربعهم (٢٦ في المائة) يعيشون في المخيمات.
وعلى الرغم من أن محافظة نينوى تمثل ثلثي العائدين الجدد (قرابة ٨٤ ألف) الذين تم تحديدهم في كانون الثاني، فقد أشارت المنظمة الدولية للهجرة إلى أن ليس جميع العائدين إلى مدينة الموصل مستمرين في بقائهم فيها ، ولكن وبسبب انعدام الأمن والخدمات وفرص سبل كسب العيش في غربي الموصل، عادت نحو ٦٠٠ أسرة إلى مخيم الحاج علي خلال الشهر الماضي.
وقال رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في العراق جيرارد وايت، “مع دخول العراق مرحلة الانتعاش بعد ثلاث سنوات من الصراع، يجب ان نتذكر بأن إعادة البناء الرئيسي للبلاد لن تقوم فقط على إعادة بناء البنية التحتية”. واضاف، “هناك حاجة أيضا إلى توفير الدعم المتخصص لكل من نجوا من النزاع إلى جانب اعادة بناء البنية التحتية .”