منظمات أممية تواصل إزالة الألغام والمتفجرات تمهيداً لعودة النازحين إلى ديارهم

بدعم من الاتحاد الأوروبي

متابعة الصباح الجديد:

قامت منظمة ريتش – REACH بالشراكة مع فريق عمل التنسيق بالمخيمات بمسح على المستوى الوطني بمخيمات النازحين داخلياً بين 12 كانون الأول 2017 و14 كانون الثاني 2018. وكشف بيان المسح أن 52% من الأشخاص الذين أجريت معهم المقابلات لا ينوون العودة إلى ديارهم. من ضمن هذه النسبة التي لا تنوي العودة، صرح 21% أن ذلك يعود إلى إمكانية وجود عبوات ناسفة مبتكرة وعبوات غير منفجرة. وهذا يؤكد ان 1 الى 10 من النازحين داخلياً ممن أجري عليهم المسح لا ينوون العودة إلى ديارهم خوفاً من التلوث الناجم عن المخاطر المتفجرة في منازلهم أو حولها.
وأوضحت المنظمة ” إذا تم تأجيل إزالة المخاطر المتفجرة، بما في ذلك العبوات الناسفة المبتكرة، تتقلص امكانية عودة النازحين. كما تتقلص إمكانية حكومة العراق والمجتمع الدولي للقيام بتدخلات مهمة خلال فترة ما بعد الصراع. وقد عاد ما يزيد عن 50% ممن نزحوا في العراق بسبب داعش والعمليات العسكرية إلى ديارهم بعد هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية.
وانطلقت دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في العمل في مناطق الموصل الكبرى منذ شهر تشرين الثاني 2016، واجرت حديثاً عمليات المسح والإزالة في المدينة القديمة في غرب الموصل، وذلك تكميلاً للعمل الذي قامت به الحكومة العراقية. خلال العمليات، ولا يمكن وصف تعقيد وتنوع المواد التي تم جمعها إلا بالمذهلة وغير المسبوقة. من بين هذه المواد عدد من الذخائر التقليدية والعبوات الناسفة المبتكرة والذخائر المنزلة عن طريق الجو ومخازن ذخائر تابعة لتنظيم الدولة، والمتروكة داخل ابنية تم تحويلها إلى مصانع قنابل. وتعقدت نشاطات الإزالة بشكل أكبر بسبب وجود أغلب مصادر التلوث بالموصل تحت أنقاض الابنية المتهالكة.
كما تلقت دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام والشركاء المنفذين العاملين في المدينة القديمة في الموصل عدداً كبيراً من التقارير الخاصة بالمخاطر المتفجرة، خاصة في المناطق القريبة من المنازل في ظل عودة النازحين إلى ديارهم. إن وجود فرق الإزالة التابعة إلى دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في المدينة القديمة مثل فرصة للسكان للتبليغ عن الأجسام المشتبه بها وازالتها مباشرة من قبل الفرق، لكن يتوقع أن يزداد عدد هذه التقارير الواردة من السكان بخصوص المخاطر المتفجرة بتزايد أعداد العائدين.
من جانبه قال سفير الاتحاد الاوربي في العراق، السفير رامون بيلوكا: “هذا يبين بصورة ملموسة التزام الاتحاد الاوربي لمواجهة المخاطر المتفجرة. وازالة المخاطر المتفجرة هو شرط اولي لاعادة الاستقرار. فوجود مثل هذه المخاطر يهدد جهود الامن والاستقرار ما لم يتم بمعالجتها بصورة صحيحة. وبصفتي رئيس اللجنة الفرعية لادارة المخاطر المتفجرة في التحالف، فان الاتحاد الاوربي عازم على مواجهة هذه الكارثة بصورة رئيسة ودعم العراق لتقوية جهود الحكومة في آليات التنسيق الاستراتيجي. وكل هذه الجهود ستصب في العودة السليمة للعراقيين الذبن عانوا لفترات طويلة”
وأضاف “نحن نقوم بازالة المخاطر المتفجرة من على الطرق, ومن تحت الجسور, ومن محطات الكهرباء و محطات تصفية المياه, ومن المدارس و من البنى التحتية. وذلك كي يتمكن النازحين داخليا بسبب النزاع من العودة الى منازلهم وبدء العمل مجددا بتعليم اطفالهم والمشاركة في المجتمع ليعيشوا حياة اعتيادية. و هذا الامر سيكون مستحيلا لولا الدعم الذي نحصل عليه من مانحينا. نحن ممتنون جدا للدعم الوافر من الاتحاد الاوربي. ” صرح السيد بير لودهامر، المدير الأقدم لبرنامج دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام.
وتواصل دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام، بدعم من الإتحاد الأوروبي، وكجزء من برنامج إستجابة أوسع، تسهيل عودة امنة وطوعية وحفيظة لكرامة النازحين العائدين إلى الموصل والمناطق المحررة الأخرى. منذ 1 تشرين الثاني 2017, وقامت الفرق التابعة لدائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام بأعمال الإزالة فيما يفوق 2.1 مليون متر مربع، وقامت الفرق بأكثر من 650 تقييماً وأمنت ما يقارب 30,000 خطراً متفجراً.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة