لا تتجاوزا على الحكام

شهدت الساحة الرياضية مؤخرا اعتراضات وخلافات واختلافات بين كثير من الأطراف المعنية بكرة القدم سواء مشجعين أو مدربين أو لاعبين أو اداريين والسبب هو التحكيم مع ان الجميع يعلم علم اليقين ان المباراة لا يمكن أن تقام لولا وجود الحكم وكلنا يعلم أيضا أن حكامنا المحليون يعتتبرون من افضل الحكام على المستوى العربي والقاري والدليل الاعتماد عليهم من قبل الاتحادات العربية والآسيوية بل حتى الدولية في اناطتهم مهمة التحكيم لمباريات مهمة ضمن مسابقات على مستوى عال من الاهمية لديهم مثل البطولات الاسيوية وبطولات الأندية الآسيوية والعربية ولكن مع هذا جارية الاعتراضات عليهم على قدم وساق من قبل الكثيرين خصوصا الذين تقع فرقهم في فخ الخسارات ولا ينظروا أو يعترفوا هؤلاء إلى مبدأ ان المباراة قابلة للفوز وللخسارة حسب المعطيات وقد تكون هناك عدة أسباب تقف وراء خسارة فرقهم لكن فقط يكون عذرهم سوء التحكيم.
وقد يكون فعلا هذا نتيجة خطأ حصل في هذه المباراة أو تلك من قبل حكم الساحة أو مساعديه حيث ان الحكم بشر والبشر معرض للخطأ وكما نعلم جل من لا يخطأ وخطأ الحكام وارد في كل المباريات وعلى جميع المستويات وبهذا شواهد وأدلة لا حصر لها وعلى مستوى بطولات العالم اما ان يتهم الحكم بأتهامات لا اخلاقية هذا مرفوض رفضا قاطعا ولا يخدم أحدا منا وكما طرأ على المسامع من خلال بعض التصريحات ان هذا الحكم أو ذاك ( جبان) أو مرتشي أو عنصري أو طائفي كل هذه المفردات يجب أن لا نسمح بها على الإطلاق كونها تتنافى مع رسالة الرياضة بشكل عام التي تحمل في شعارها اجمل وأسمى الكلمات والتي هي الحب والطاعة والاحترام.
إضافة إلى أن هذه المفردات تتقاطع مع ضوابط ولوائح الميثاق الاولمبي الذي يجب أن نلتزم به اسوة بكل دول العالم ناهيك عن ان هكذا كلمات جارحة تسيء لسمعة العراقي الذي عرفه العالم أجمع بشجاعته واعتداله ونزاهته على الرغم من ظهور إعداد كبيرة من الشواذ نتيجة الوضع الراهن المتعلق بأمور أمنية وعسكرية مرت على بلدنا منذ التغيير الكبير الذي حصل في عام ٢٠٠٣ وهذا لا يعني تغيير الواقع للفرد العراقي حيث كما تقول الحكمة لكل قاعدة شواذ وهؤلاء المنحرفون لا يمثلون إلا انفسهم.
عموما الحكام العراقيين الذين يديرون مباريات الدوري اغلبهم حاصلون على شهادات تحكيمية دولية كذلك اغلبهم حاصلون على شهادات دراسية علمية اكاديمية إضافة إلى كونهم ينتمون إلى عشائر عراقية اصيلة تعلمنا منها أصول التعامل مع الآخرين لذا هم لا يستحقون هذه التهم واطلاق هكذا عبارات جارحة عليهم بمجرد خسارة فريق نشجعه أو ننتمي له علينا جميعا ان نعي أن الأخلاق أولا ثم ان كانت هناك أخطاء أيضا علينا أن نعي كيف ممكن معالجة هذه الأخطاء بطرق مهنية متحظرة من خلال الاعتراض القانوني والتحليل المنطقي لا بهذه الطرق الهمجية التي خلقت تلك الفجوات الكبيرة بين كل الأطراف وإظهارها عبر الإعلام.
اخيرا لا يسعني إلا أن أقول للجميع لا تتماشوا مع المثل المعروف( مغنية الحي لا تطرب ) واتركوا الحكم للحكام ومن الله التوفيق .
عبد الكريم ياسر

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة