النفط يواجه صعوبات في تجاوز 70 دولاراً للبرميل

الأسعار أمام تخفيضات أوبك وارتفاع الإنتاج في الولايات المتحدة
متابعة الصباح الجديد:
أظهر مسح لرويترز أمس الأربعاء أن من المستبعد ارتفاع أسعار النفط كثيرا فوق 70 دولارا للبرميل في 2018 نظرا لأن السوق حبيسة بين قوتين متضادتين هما تخفيضات الإنتاج بقيادة أوبك وارتفاع الإنتاج في الولايات المتحدة.
وتوقع المسح الذي شمل 34 من خبراء الاقتصاد والمحللين أن يبلغ سعر خام القياس العالمي مزيج برنت في المتوسط 62.37 دولار للبرميل في 2018 ارتفاعا من 59.88 دولار في توقعات المسح الشهري السابق.
وقالت كايلين بيرش المحللة لدى وحدة ايكونوميست انتلجنس “النمو المنتظم للطلب والالتزام الواضح للسعودية أكبر منتج في أوبك بقيود الإنتاج واستمرار المخاطر الجيوسياسية يساعدون جميعا في دعم أسعار النفط.
وأضاف: “لكن، نتوقع نموا قويا لإنتاج الولايات المتحدة، وكذلك بعض الفرص البيعية لأعضاء في أوبك ومن خارج المنظمة في وقت لاحق من العام لمنع الأسعار من الارتفاع كثيرا عن 70 دولارا للبرميل في المتوسط”.
ويتجه خام برنت صوب الارتفاع للشهر الخامس على التوالي وبلغ منذ بداية كانون الثاني في المتوسط 69 دولارا للبرميل، لكن محللين يقولون إن من المستبعد أن يستمر الارتفاع بعد الربع الأول من العام.
ويقول المحللون إن إنتاج الولايات المتحدة من النفط، والذي ارتفع الى ما يزيد عن 17 بالمئة منذ منتصف 2016 قد يتجاوز عشرة ملايين برميل يوميا، وهو مستوى لا تتجاوزه سوى السعودية وروسيا.
ويتوقع راهول بريثاني مدير الأبحاث لدي كريسيل أن تتراوح أسعار النفط بين 62 و67 دولارا للبرميل في 2018 بالنظر إلى ارتفاع إنتاج النفط الأميركي.
في الوقت ذاته، يقول محللون إن “آسيا، أكبر منطقة مستهلكة للخام في العالم، بدأت في الآونة الأخيرة استيراد الخام الأميركي وقد تظهر إقبالا متناميا على جذب المزيد من الشحنات شرقا”.
ومهد ارتفاع الإنتاج الأميركي الطريق أمام اتساع الفجوة بين أسعار الخام الأميركي وكلا من خامي برنت ودبي القياسيين، مما خفض التكلفة التي تتحملها دول آسيوية لاستيراد الخام الأميركي بالرغم من ارتفاع تكاليف الشحن.
وقال جيورجوس بيليريس المحلل لدى تومسون رويترز أويل ريسيرش آند فوركاستس: “طالما استمر سعر خام غرب تكساس الوسيط أقل من بقية الخامات القياسية، فإن النفط الأميركي سيجد طريقه صوب آسيا”.
ومن المتوقع أن يبلغ سعر الخام الأميركي الخفيف في المتوسط 58.11 دولار للبرميل في 2018 ارتفاعا من 55.78 دولار على وفق توقعات المسح الذي أجري في كانون الأول. ويبلغ متوسط سعر الخام منذ بداية 2018 نحو 63.63 دولار للبرميل.
والى جانب نمو إنتاج النفط الأميركي، فإن نطاق الأسعار الذي يتجاوز 65 دولارا للبرميل يشجع مُصدرين آخرين للنفط من خارج أوبك مثل البرازيل وكندا على زيادة الإنتاج من خلال مشاريع جديدة.
ويقول محللون إن من المبكر جدا ما إذا كانت أوبك ستجري تغييرات على مدة اتفاق خفض الإنتاج بواقع 1.8 مليون برميل يوميا الذي من المقرر أن ينتهي في نهاية العام الجاري.
وقال ابهيشيك كومار كبير محللي الطاقة لدى جلوبال جاس أناليتيكس التابعة لانترفاكس إنرجي في لندن: “من المستبعد تمديد اتفاق خفض الإنتاج بعد 2018 في صورته الحالية في الوقت الذي ستستعيد فيها السوق توازنها هذا العام”.
وبالرغم من ذلك، فإن الدعوات لصياغة ستراتيجية خروج من الاتفاق ستكسب زخما. في المقابل فإن هذا قد يؤدي لانسحاب تدريجي من الاتفاق في 2019“.
ويتوقع المسح أن يبلغ متوسط سعر برنت 61.62 دولار في الربع الأخير من العام الجاري و61.29 دولار في 2019.
إيرانياً، أظهرت بيانات حكومية وأخرى لتتبع حركة السفن أن واردات النفط الخام الإيرانية لمشترين رئيسيين في آسيا انخفضت 16.3 بالمئة في كانون الأول على أساس سنوي.
يأتي هذا الانخفاض بالرغم من محاولة إيران الحفاظ على عملائها الآسيويين المهمين عن طريق تخفيضات في الأسعار في مواجهة احتمال تجديد العقوبات الأميركية المفروضة على طهران بسبب برنامجها النووي.
وأظهرت البيانات أنه في المجمل، استوردت الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية 1.58 مليون برميل يوميا من إيران في الشهر الماضي. واشتروا 1.67 مليون برميل يوميا طوال عام 2017 بأكمله بزيادة 2.5 بالمئة على أساس سنوي.
وهدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بانسحاب الولايات المتحدة من اتفاق وقعته القوى العالمية في عام 2015 مع إيران لكبح جماح برنامجها النووي ما لم يتم إصلاح “عيوب كارثية”.
وقال أمير زماني نيا نائب وزير النفط الإيراني للتجارة والشؤون الدولية يوم الخميس الماضي خلال مؤتمر في طوكيو إن إيران ملتزمة تماما بتعهداتها في الاتفاق.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة