الأصول العقائدية والنظرية لداعش

محمد مجتهد شبستري*

ترجمة ـ كفاح هادي

اذا توجهنا بالسؤال الى تنظيم داعش عن اصوله العقائدية والنظرية فستكون اجابته على وفق الحد الادنى من الاصول والفقه كالتالي : 

1 ـ ان الله وعن طريق القرآن والحديث النبوي قد ابلغ جميع البشر باوامره ونواهيه وفرض عليهم العمل بها على الصعيد الفردي والجمعي عبر كل العصور وفي كل مكان من هذا العالم .

2 ـ يتوجب علينا نحن المسلمين في الوقت الراهن وبناءً على ما فرضه الله علينا اقامة ( الخلافة الاسلامية ) وتطبيق شريعة الله بكل جوانبها على وفق ما جاء في جميع ابواب الفقه الاسلامي المستنبطة من الكتاب والسنة في كل ارجاء المعمورة .

3 ـ اننا اجتهدنا ووصلنا لهذه الوظيفة الشرعية والتكليف الالهي، وبات هذا التشخيص والاجتهاد علينا حجة ولا يمكن لاي مجتهد ان يتخلف عن واجبه الشرعي، وان خالفنا ووقف ضدنا في ذلك جميع العالمين لا يجوز لنا ان نعصي الله ونتمرد على احكامه الشرعية .

4 ـ اذا وقف في طريقنا نحو تحقيق الهدف الذي ننشده أي شخص او مجموعة او دولة فاننا مكلفون بمواجهته واعلان الحرب عليه من اجل ازالة أي مانع يقف في طريق اجراء الاحكام الالهية.

5 ـ بناءً على هذه الاصول العقائدية والنظرية نعمل على تأسيس الحكومة الاسلامية وتطبيق الاحكام الالهية. وان كل الاجراءات التي اتخذناها ابتداءً من تثبيت قواعد الخلافة وصولاً الى اجبار النساء على الركون في منازلهن واخذ الجزية من المسيحيين وقتل اسرى الحرب و …انها تأتي على وفق الاوامر الفقهية والفروض الاسلامية.

مما تقدم يشعر عقلاء العالم في عالمنا المعاصر بالخوف والقلق والاسف مما قد يترتب من اشاعة هذه الافكار والنظريات الاصولية، فهذه المدعيات تسمح في بعض الاحيان لبعض المجاميع هنا اوهناك ان تقوم وباسم الله او بأي عنوان آخر بالقضاء على السلم العالمي والمنظمات الدولية وكذلك تدميرالمؤسسات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية لجميع البلدان، انهم سيغرقون الارض في بحر من الدماء ويمارسون العنف الاعمى واغراق العالم في ظلام سياسي بدلاً من العقلانية والحكمة في مجال العمل السياسي.

في هذه الحال ماذا سيكون المصل المضاد لهذه العقائد والنظريات القاتلة والخطيرة؟

ففي اطار المنطق والفقه الاسلامي الرسمي لا يوجد مصل مضاد لهذه العقائد الخطيرة لانها تتأطر جميعاً في المنطق والعقيدة وهي قابلة للتبرير ذاتها على وفق المنطق ذاته.

ان المصل المضاد لهذه العقائد القاتلة هو الاعتراف والعمل بـ ( حقوق الانسان )، وبالاعتراف الرسمي بهذه الشرعة العالمية في عصرنا هذا لايحق لاي انسان او مجموعة وباسم الله او تحت اي عنوان استعمال العنف والغلبة من اجل القيام والاستيلاء على السلطة برغم اعتراض اكثرية الشعب وسوقه بالاستبداد والسيطرة على النظام السياسي وخنق الحريات الشخصية والعامة .

ان تأسيس أي نظام سياسي يجب ان يبني على حفظ حقوق كامل افراد المجتمع، وان حقوق الانسان يجب ان تنظر الى الانسان على انه انسان لاغير، وفي كل دول العالم وفي كل المجتمعات يتوجب الاعتراف بهذه الحقوق رسمياً وقانونياً .

ان ( شرعية ) حقوق الانسان في عالمنا المعاصر تنشأ من المصل المضاد ذاته لهذه العقائد القاتلة وان المنطق والفقه الاسلامي الرسمي ليس فقيراً في مواجهة هذه العقائد الخطيرة فحسب بل هو يشكل الارضية المناسبة لوجود داعش والداعشيين .

وان على اللاهوتيين وفقهاء الاسلام الاعتراف الرسمي بحقوق الانسان والأخذ بيد المسلمين وثقافتهم الاسلامية نحو تحول تاريخي من اجل التكيف والتحليق في هذا العالم .

هذه هي الرسالة الانسانية والدينية والتاريخية لنا نحن المسلمين في عصرنا الراهن.

*مفكر إيران

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة