أميركا تعلن حدود الدولة الكردية في دمشق
متابعة – الصباح الجديد:
أعلنت الولايات المتحدة أمس إنها تعمل مع فصائل «حليفة» لها لتشكيل «قوة حدودية» جديدة قوامها 30 ألف جندي ستكون مهمتها الانتشار على الحدود السورية مع تركيا شمالا والعراق باتجاه الجنوب الشرقي وعلى طول وادي نهر الفرات، في وقت عبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن قلق موسكو من الخطط الأمريكية للمساعدة في إنشاء مناطق حدود آمنة شمال سوريا، متهما واشنطن بأنها لا تريد الحفاظ على وحدة الأراضي السورية.
وقال نائب رئيس الوزراء التركي، باكير بوزداغ، امس الاثنين إن الولايات المتحدة «تلعب بالنار» من خلال تشكيل قوة أمنية حدودية في سوريا تضم قوات كردية.
وتأتي التصريحات التركية ردا على إعلان التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة عن تشكيل قوة تتكون من 30 ألف مقاتل على الحدود السورية والأكراد عمودها الفقري، .
وكان المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، أكد فور إعلان التحالف عن هذه الخطوة، أن بلاده «تحتفظ بحق التدخل ضد المنظمات الإرهابية في الوقت والمكان والشكل الذي تحدده».
وتعتبر أنقرة «وحدات حماية الشعب الكردية»، الامتداد السوري لمنظمة (بي كا كا) التي تصنفها منظمة إرهابية.
ورأت أنقرة في هذه الخطوة محاولة من «واشنطن لإضفاء الشرعية على هذه المنظمة الإرهابية، وتثبيت أركانها في المنطقة بشكل دائم»، بذريعة مكافحة تنظيم داعش الإرهابي
والفصائل الحليفة المقصودة طبعا هي «قوات سوريا الديمقراطية» أو «وحدات الحماية الكردية» وكلاهما من الواجهات ذات الأسماء المتعددة لحزب العمال الكردستاني في تركيا، (وهو ما يعني أنه حزب يعبّر عن سياق سياسي لأكراد تركيا وليس أكراد سوريا) وهذا ما يفسّر الغضب التركي السريع من الإعلان واستدعاء أنقرة للسفير الأميركي لديها.
*هددت بمهاجمة مدينة عفرين
بدوره هدد للرئيس التركي رجب طيب إردوغان بمهاجمة مدينة عفرين، وهي مركز أساسي لسيطرة «حزب العمال الكردستاني» لكنه قريب جدا من تركيا (حوالى 70 كم) وبعيد عن حدود نهر الفرات، وهي تصريحات سبق أن كررها المسؤولون الأتراك على مدى سنوات، ولكن رافقها هذه المرة توسيع القصف المدفعي منذ السبت الماضي على مواقع حزب العمال في المدينة وإرسال تعزيزات عسكرية للحدود والحديث عن قرب ظهور تشكيل من خمسة آلاف مسلّح مع تحركات تشير إلى هجوم برّي، وكلّ هذه إشارات تدلّ على تصاعد غير مسبوق لغضب الأتراك تجاه الأمريكيين.
فيما لا يخفي «حزب العمال» أبداً خططه لتشكيل دولة «اتحادية» كردية داخل سوريا (مع إمكان توسّعها إلى مناطق نفوذه في العراق وتركيا)، والواضح أن هذا يجد دعماً أميركياً متزايداً لأن الحزب كان مطواعاً في تنفيذ الأهداف العسكرية والسياسية الأمريكية في سوريا والعراق، ولكونه (على عكس التجربة الأمريكية مع الفصائل العسكرية السورية المعارضة) معصوما عن الهوى «الإسلامي» الذي «يزعج» الإدارات الأمنية والسياسية الأمريكية، وعلى عكس تلك الفصائل، كان قادراً على التنسيق مع النظام السوري و»توحيد القوى» معه ضد «الإسلاميين» بكافة أشكالهم حين يحتاج الأمر.
ويمكن ربط النقلة الأميركية الحالية بتجربة واشنطن التاريخية الطويلة مع الأكراد، لكن إذا وضعنا في حسباننا تخلّي الولايات المتحدة الأمريكية عن استفتاء الاستقلال الأخير في كردستان العراق يمكننا اعتبار ما يحصل في سوريا حاليّاً تطوّرا غير مسبوق.
ويكشف سحب التجربة الكردية العراقية على تركيا بدوره تغيّرات مهمة في الاستراتيجية الأميركية للمنطقة، ففي حين تدافع واشنطن عن وحدة الدولة العراقية وترفع بطاقة حمراء لاستفتاء استقلال الأكراد هناك، فإنها، في المقابل تحوّل حزب العمال الكردستاني إلى جيش وتحدد له حدود دولة في سوريا (مع قابلية للتمدد).
هذا وعبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن قلق موسكو من الخطط الأمريكية للمساعدة في إنشاء مناطق حدود آمنة شمال سوريا، متهما واشنطن بأنها لا تريد الحفاظ على وحدة الأراضي السورية.
وقال في المؤتمر الصحفي حول نتائج العمل الدبلوماسي الروسي عام 2017، امس الاثنين: «يثير ذلك تساؤلات لدينا من وجهة نظر احترام وحدة الأراضي السورية. ولكن توجد هناك أيضا القضية في العلاقات بين الأكراد وتركيا. وهذه الخطوة الأحادية الجانب لا تساعد في تهدئة الوضع حول عفرين».
وأشار الوزير إلى أنه «ذكر المشروع الأمريكي الجديد حول إنشاء مناطق حدود آمنة اعتمادا على قوات سوريا الديمقراطية وأساسها الوحدات الكردية»، مضيفا أن هذا قد أثار رد فعل سلبي من جانب تركيا.
هذا وشدد لافروف على ضرورة أخذ مصالح الأكراد بالاعتبار في عملية التحضير لمؤتمر الحوار السوري.