محادثات جديدة بين طرفي النزاع في سوريا وسوتشي ليس بديلا لجنيف

موسكو تؤكد إطلاق الطائرات المسيّرة من إدلب
ءمتابعة – الصباح الجديد:

أعلن الجيش الروسي أمس الأربعاء في جريدته الرسمية أن الطائرات المسيّرة التي هاجمت الأسبوع الماضي القواعد الروسية في سوريا انطلقت من محافظة إدلب حيث يشن النظام السوري هجوما أثار توترا بين روسيا وتركيا وإيران، فيما أعرب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا عن أمله في أن تشارك المنظمة الدولية في مؤتمر الحوار الوطني السوري المزمع عقده في مدينة سوتشي الروسية في 29 و30 يناير الحالي.
وقالت وزارة الدفاع كما نقلت عنها صحيفة كراسنايا زفيزدا امس الاربعاء «لقد تبين ان الطائرات المسيرة اطلقت من بلدة الموزرة الواقعة جنوب غرب منطقة ادلب المشمولة باتفاق خفض التوتر والخاضعة لسيطرة مجموعات مسلحة من ،المعارضة المعتدلة،».
وإثر الهجوم توجهت وزارة الدفاع الروسية لرئيس أركان الجيش ورئيس جهاز الاستخبارات التركي لتأكيد «ضرورة احترام أنقرة التزاماتها الهادفة الى ضمان وقف إطلاق النار في منطقة خفض التوتر في ادلب» ودعت تركيا الى «منع وقوع هجمات مماثلة من طائرات مسيرة» بحسب ما اوردت صحيفة كراسنايا زفيزدا الروسية.
واستدعت وزارة الخارجية التركية امس الاول الثلاثاء سفيري ايران وروسيا في انقرة للاحتجاج على الهجوم الذي يشنه النظام السوري على محافظة ادلب في شمال غرب سوريا، بحسب ما افادت مصادر دبلوماسية.
وتتهم تركيا النظام السوري باستهداف مقاتلي المعارضة «المعتدلة» تحت غطاء العملية العسكرية ضد الجهاديين معتبرة ان هذه التطورات يمكن ان «تقوض» المساعي الهادفة لإنهاء النزاع.
ويأتي هجوم القوات السورية قبل ايام فقط من عقد اجتماع يومي 29 و30 كانون الثاني الحالي يضم ممثلين عن النظام والمعارضة في سوتشي، على امل التوصل الى حل للنزاع الذي أوقع أكثر من 340 الف قتيل منذ اندلاعه في 2011.
وبعد أكثر من عامين من تدخل القوات الروسية لدعم نظام الرئيس بشار الاسد، اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منتصف كانون الاول انسحابا جزئيا للقوات المنتشرة في سوريا.
لكن روسيا لا تزال تحتفظ بثلاث كتائب من الشرطة العسكرية وقاعدتي حميميم وطرطوس في غرب سوريا.
بدوره أعرب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا عن أمله في أن تشارك المنظمة الدولية في مؤتمر الحوار الوطني السوري المزمع عقده في مدينة سوتشي الروسية في 29 و30 يناير الحالي.
جاء ذلك في تصريحات نيبينزيا للصحفيين في ختام اجتماع مغلق عقده مجلس الأمن الدولي حول سوريا امس الاول الثلاثاء.
وردا على سؤال عما إذا كان يتوقع مشاركة ممثلين أمميين في أعمال مؤتمر سوتشي، المزمع عقده، قال نيبينزيا: «نأمل في ذلك. هذه المشاركة تصب في مصلحة الأمم المتحدة. إن مؤتمر سوتشي ليس حدثا منفردا، بل هو فعالية من شأنها دعم العملية التي تقودها المنظمة الأممية».
وشدد نيبينزيا على أنه ليس هناك بديل عن جنيف، متسائلا في الوقت ذاته: «لكن هل تم إحراز تقدم في جنيف؟».
وكانت الجولة الثامنة من محادثات جنيف في مطلع ديسمبر الماضي فشلت في تحقيق أي تقدم، بسبب خلافات مستعصية بين الحكومة والمعارضة السوريتين، تتعلق أبرزها بمصير الرئيس بشار الأسد.
بدورها، اعتبرت الهيئة العليا للمفاوضات السورية المعارضة، أن عملية «سوتشي» بصيغتها الحالية، تحمل «أخطارا»، مهددة بتقويض عملية السلام في جنيف، وهدف الانتقال السياسي وفقا لبيان جنيف وقرار مجلس الأمن 2254.
وسبق أن أعلنت موسكو أن مؤتمر سوتشي الذي يفترض أن يطلق عملية وضع دستور جديد لسوريا، سيتيح منبرا لجميع الأطراف السورية، بما فيها الحكومة والمعارضات الداخلية والخارجية والمسلحة، من دون أن تشارك في المناقشات الدول الضامنة للهدنة في سوريا وهي روسيا وتركيا وإيران.
هذا واعلن رئيس وفد المعارضة السورية نصر الحريري لوكالة فرانس برس ان جولة جديدة من المباحثات حول النزاع السوري ستعقد في الحادي والعشرين من كانون الثاني الحالي في جنيف تحت اشراف الامم المتحدة، على ان تستمر لثلاثة ايام.
وقال الحريري ان الامم المتحدة تبقى الطرف المؤهل اكثر من غيره للأشراف على مساعي التوصل لحل سياسي في سوريا، في اشارة ضمنية الى المحادثات التي دعت اليها روسيا في التاسع والعشرين والثلاثين من الشهر الحالي في سوتشي.
وعن محادثات سوتشي هذه قال الحريري «لم نتلق اي دعوة رسمية ولا نعرف ما هو الهدف الفعلي الذي تسعى اليه روسيا» من الدعوة لهذه المحادثات.
من جهته أعرب السفير الروسي لدى الامم المتحدة فاسيلي نيبينزيا في ختام اجتماع مغلق عقده مجلس الامن الدولي حول سوريا امس الاول الثلاثاء عن «أمله» في ان تشارك المنظمة الدولية في محادثات سوتشي المرتقبة.
وقال نيبينزيا «ليس هناك بديل عن جنيف، ولكن هل تم احراز تقدم في جنيف؟»، مشددا على ان الهدف من محادثات سوتشي هو «اعطاء دفع لمسار جنيف نحو حل سياسي».
وكانت الجولة الثامنة من محادثات جنيف في مطلع كانون الاول الماضي فشلت في تحقيق اي تقدم. واكدت المعارضة انها تريد البحث في مصير الرئيس السوري بشار الاسد خلال المفاوضات حول المرحلة الانتقالية الامر الذي ترفضه دمشق بشكل كامل. وحمّلت الامم المتحدة النظام مسؤولية فشل تلك الجولة من المفاوضات.
وبحسب نصر الحريري فإن الامم المتحدة لم تتخذ بعد قرارا بشأن مشاركتها بمحادثات سوتشي، مضيفا ان المعارضة السورية «لا تستبعد تماما» الذهاب الى سوتشي، الا انه اعتبر ان تحقيق تقدم في محادثات جنيف المقبلة يجعل لقاء سوتشي بلا فائدة.
وتابع الحريري ان «الامم المتحدة لن تشارك في سوتشي الا في حال دعمت محادثات روسيا عملية جنيف».
واعلن الحريري انه التقى الاثنين الماضي في نيويورك الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش والامين العام المساعد للشؤون السياسية جيفري فيلتمان.
واكد مكتب الاتصال التابع للامم المتحدة حصول اللقاء بين الحريري وغوتيريش مكتفيا بالقول ان الاخير «رحب» باستعداد وفد المعارضة «للمشاركة من دون شروط بالجولة القادمة من المحادثات في جنيف».
وتابع الحريري «ننتظر تسلم دعوة رسمية قريبا» للمشاركة في محادثات جنيف.
وبحسب الحريري فان على الامم المتحدة ان تقدم قريبا تفاصيل حول طريقة وضع الدستور الجديد لسوريا وكيفية اجراء انتخابات.
ولم يتمكن الحريري من لقاء المندوبة الاميركية لدى الامم المتحدة نيكي هايلي بسبب تضارب في المواعيد، حسب ما افاد مصدر سوري معارض.
واوضح الحريري انه سيعقد لقاءات مع مسؤولين في الكونغرس الاميركي كما ينوي عقد لقاء مع مستشار الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي الجنرال هربرت ريموند ماكماستر.
وختم الحريري قائلا «نتوقع من الولايات المتحدة ان تقوم بدور» في عملية البحث عن حل سياسي للازمة السورية.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة