التزام قوي من أوبك بخفض الإنتاج

تتجه إلى ضبط أسواق الخام في 2018
الصباح الجديد:
انتهى مسح حديث إلى أن أوبك زادت مستوى الالتزام باتفاق خفض إمدادات النفط في كانون الأول الماضي بفعل المزيد من التراجع في إنتاج فنزويلا وتخفيضات إضافية من دول خليجية مصدرة للخام، ما يظهر التزاماً قوياً بالاتفاق بالرغم من ارتفاع الأسعار.
وأظهر المسح أن نسبة الالتزام بالتخفيضات ارتفعت إلى 128% من 125% في تشرين الأول.
وضخت الإمارات نفطاً يقل عن المستوى المحدد لها في أوبك وذلك للمرة الأولى منذ دخل الاتفاق حيز التنفيذ في كانون الأول 2017 لتنضم إلى السعودية والكويت، بحسب «الخليج» الإماراتية.
وتخفض منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) الإنتاج بنحو 1.2 مليون برميل يومياً في إطار اتفاق مع روسيا ومنتجين آخرين غير أعضاء في المنظمة. ويستمر الاتفاق حتى نهاية 2018.
وبلغت أسعار النفط أعلى مستوياتها منذ حزيران 2015 هذا الأسبوع بدعم من هبوط في المخزونات وقوة الطلب وارتفاع مستوى التزام أوبك. ويستفيد الكثير من المنتجين، الذين ما زالوا يعانون جراء انهيار الأسعار في 2014، من ارتفاع الأسعار والإيرادات الإضافية.
وقال مسؤول في إحدى دول أوبك عن ارتفاع سعر النفط في مطلع العام الحالي «كلنا سعداء به».
ولا يظهر المسح أي إشارة إلى أن المنتجين يزيدون الإمدادات للاستفادة من ارتفاع الأسعار أو لتعويض الانخفاض في فنزويلا حيث يتراجع الإنتاج في ظل أزمة اقتصادية.
وخفضت السعودية، أكبر مصدر للنفط، الإنتاج بحسب مصادر في المسح عزت ذلك إلى استقرار أو انخفاض في الصادرات وتراجع أنشطة التكرير، ما يزيد من تراجع الإمدادات عن المستوى المستهدف للمملكة في أوبك.
وأظهر المسح أن الإنتاج في فنزويلا، التي يتعطش قطاع النفط بها للتمويل بسبب أزمة سيولة، واصل التراجع عن المستوى المستهدف لها في أوبك. وكانت الصادرات وعمليات التكرير قد انخفضت في كانون الأول.
وخفضت الإمارات، الرئيس القابل لأوبك، الإنتاج مجدداً وحققت أعلى مستوى التزام حتى الآن وفقاً للمسح.
في الشأن ذاته، أظهر استطلاع لآراء المحللين أجرته «رويترز»، أن من المتوقع أن تبقى أسعار الخام بالقرب من 60 دولاراً للبرميل في 2018 بفعل جهود منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك وروسيا لتقليص إمدادات النفط، والتوقعات بنمو قوي للطلب العالمي.
وتوقع الاستطلاع الذي شمل 32 من خبراء الاقتصاد والمحللين، أن يصل متوسط سعر خام القياس العالمي مزيج برنت إلى 59.88 دولار للبرميل في عام 2018، ارتفاعاً من مستوى 58.84 دولار للبرميل في الاستطلاع الشهري السابق.
وارتفعت أسعار النفط أكثر من 30 في المائة منذ أن اتفقت أوبك مع منتجين مستقلين على تقييد الإنتاج اعتباراً من كانون الثاني الماضي. ومدد المنتجون الاتفاق الشهر الماضي حتى نهاية عام 2018.
وبلغت الأسعار أعلى مستوى في عامين ونصف العام هذا الأسبوع. وقال فرانك شالينبرغر، رئيس أبحاث السلع الأولية لدى «إل بي بي دبليو»: «الطلب على النفط سيكون مرتفعاً في عام 2018 مع نمو اقتصادي قوي في أنحاء العالم… والإمدادات ستكون منخفضة نسبياً بسبب نسبة التزام أوبك المرتفعة».
ويرى محللون، أن إمدادات نفطية كبيرة ستتجه إلى آسيا لتلبية الطلب القوي من المنطقة. وزادت الصادرات الأميركية إلى آسيا بالفعل مع ارتفاع أسعار خامات الشرق الأوسط جراء التخفيضات التي تقودها أوبك، وفارق السعر الكبير بين خام غرب تكساس الوسيط وبرنت.
وتعافى إجمالي واردات النفط الخام إلى الصين، أحد أكبر مستهلكي النفط في العالم، ليسجل ثاني أعلى مستوى على الإطلاق في تشرين الثاني الماضي، عند 9.01 مليون برميل يومياً.
ومن المتوقع أن يبلغ متوسط سعر الخام الأميركي الخفيف 55.78 دولار للبرميل العام المقبل، ارتفاعاً من توقعات الشهر الماضي ببلوغه 54.78 دولار للبرميل.
وقال محللون إن «امتثال أوبك القوي باتفاق خفض الإمدادات من شأنه أن يدعم الأسعار. غير أن زيادة إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة، التي لا تشارك في الاتفاق العالمي، ستكبح ارتفاع الأسعار».
وقال بعض المحللين إن «من المتوقع أن يتجاوز إنتاج النفط الأميركي عشرة ملايين برميل يومياً العام المقبل». وزاد الإنتاج الأميركي أكثر من 16 في المائة منذ منتصف 2016.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة