العناوين لا تكفي ..!!

يقترب موعد الانتخابات العامة في العراق وتقترب معه الامال بحصول تغيير جذري يفضي الى واقع جديد للحياة في هذا البلد فقد مرت اربع تجارب انتخابية مارس فيها الناخبون حقهم في استفتاء دستوري كان من المأمول فيها ان تكون اختياراتهم محل رضا وقبول وان تتسق مع طموحاتهم بصواب هذا الاختيار ..لكن هذه التجارب اثبتت ان ثمة عناوين مخادعة وثمة خطاب معسول الكلام وثمة وعود زائفة يمكن ان يخدع الملايين ومن يستعرض الشعارات والعناوين التي رفعت في مواسم الانتخابات سيجد مايكفي من الشواهد والادلة على مانقوله ولربما كانت التجربة الفتية للشعب العراقي في مضمار الديمقراطية سببا مبررا لهذا الخداع ولهذا التضليل الا ان مرور اكثر من اربعة عشر عاما على التغيير في العراق ستكون زمنا كافيا لمراجعة ماحصل واعادة تأهيل وتعديل مسارات الانتخابات في العراق ومن المؤكد ان المواطن العراقي بوصفه الناخب الشرعي في هذا الاستحقاق الدستوري هو المسؤول الاول عن فلسفة التعديل ومن المفروض ان تكون سمات النضوج والاحاطة بالمشهد الانتخابي قد ترسخت في عقول الفئات المختلفة من ابناء الشعب العراقي ومن المفروض ان التجارب قد افادتهم كثيرا وعززت من خبراتهم في ممارسة هذا الحق وبالتالي فان الانتخابات المقبلة ستكون محطة مفصلية يمكن من خلالها الاطلاع ومعرفة مدى حصول التغيير في العراق ومدى قدرة العراقيين في عودتهم الى الاجواء الصحية والى السكة السليمة لقطار الديمقراطية فما فعلته النخب السياسية الحاكمة ممثلة بالاحزاب والكيانات اسهم الى حد كبير في تشويه معالم الديمقراطية وتسببت افعالهم وقراراتهم وانتهاكاتهم في حرف النظام الديمقراطي وافضى كل ذلك الى فقدان الثقة عند الناخب العراقي في مكتسبات الانتخابات بوصفها الوسيلة الانجع لقيادة الدولة وثمة شعور اليوم ينتاب ملايين العراقيين يحفزهم على مقاطعة الانتخابات وعدم التصويت لاي عنوان من العناوين التي تستعد لتقديم نفسها للجمهور وقد تأكد بعد كل تلك المشاهد للسنوات المنصرمة ان الوفاء بالعهود والوعود بعد الانتخابات هو المفصل الاهم في العملية الديمقراطية وهو الذي يعزز الشرعية ويمنح القبول والرضا من الشعب وان صناديق الاقتراع وعمليات التصويت لاتكفي للقول ان الديمقراطية نجحت في بلد من البلدان..الشعب يريد منكم امناً ورفاهية وكرامة فعلا لا قولا او عنوانا او شعارا .
د. علي شمخي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة