العرداوي يتحدث عن بغداد والملا عبود الكرخي بمنتدى العراقية الثقافي

قحطان جاسم جواد
استضاف منتدى العراقية الثقافي الباحث التراثي عادل العرداوي للحديث عن مدينة بغداد، والشاعر الملا عبود الكرخي المرتبط معظم شعره ببغداد وشخصياتها.
ادارت الجلسة الشاعرة نجاة عبد الله مديرة المنتدى والتي قالت في بداية الجلسة: اننا نحتفل بمدينة الحضارة والتراث والسلام بغداد اميرة المدن بذكرى تأسيسها. يتحدث لنا الباحث عادل العرداوي عنها، وعن الشاعر البغدادي الملا عبود الكرخي الذي كثيراً ما اثار الجدل بشخصيته، وافعاله، وعلاقته سواء مع الحكومة، او مع الناس.
ثم تحدث الباحث العرداوي عن بغداد مدينة السلام والحضارة بوصفها من “اهم المدن العربية وأجملها”، وقال: بناها المنصور على شكل دائرة، وسميت بالمدينة المدورة، مكانها من جامع براثا الى ساحة عبد المحسن الكاظمي. وهي منطقة بساتين منذ تأسست وما تزال كذلك، ايضا تم ذكرها كاسم موجود من قبل ان يؤسسها المنصور، اذ يعود اسمها الى السومريين والاشوريين.
وتابع العرداوي حديثه عن بغداد قائلا: الاسم مكون من قسمين هما (“بغ” و”داد”) أحدهم قال انه اسم بستان لشخص ما، وآخر قال انها بستان الشيطان، وآخر يقول انها بستان الرب، او بستان الله، كذلك كان هناك سوق اسمه بغداد في وقت الفرس عندما كانت “سلمان باك” عاصمتهم قبل ان يفتتحها العرب ايام سعد بن أبي وقاص، وقبله بن حارث الشيباني. وعندما بنى المنصور مدينة بغداد لمدة أربع سنوات، سماها بمدينة السلام، وهناك في المتحف العراقي مسكوكات من ايام المنصور تثبت ذلك.
اما بخصوص الشاعر الملا عبود الكرخي الزبيدي الأصل، فهو من عشيرة البو سلطان، من منطقة المحاويل، سمي بالملا لان شخصية الملا مهمة في المجتمع، ولم يكن هناك مدارس كثيرة بل كانت الكتاتيب. وولد مع بدء بناية القشلة، وقد ولد بجانب الكرخ واخذ لقبه منها.
وأضاف: كان والده من البو حسين وهو تاجر خيول يصدرها الى إيران، وتركيا، والسعودية، وباكستان، والخليج العربي، وملا عبود كان مرافقاً لوالده، ومن خلال سفراته تعلم الفارسية، والفرنسية، والكردية، وقليلا من الإنجليزية.
ووصف العرداوي الشاعر الكرخي بالقول:” كان جريئاً الى الحد الذي يجعله يصطدم بالحكومة دائما، حتى انهم كانوا في العهود السابقة (يتجفون شره). ولم يترك شيئا الا وقال عنه قصيدة، وبعضها غنيت من قبل القبانجي، ويوسف عمر، منها من كايلك تشتري شعير، ويابو السدارة والمجرشة، وقبل وفاته سلم كل اوراقه واشعاره الى ابن اخيه حسين حاتم، الذي حافظ على تراث الكرخي، لكن بعد وفاته لم يهتم أحد من العائلة فأهملوها”.
ومن مواقفه الطريفة يقال ان الملك فيصل الاول عندما أصدر امرًا بجعل السدارة غطاء للرأس بدلا من الطربوش العثماني، اقام حفلا للوزراء واعضاء مجلس النواب والشخصيات المهمة، وطلب من مدير المراسم ان يدعو الكرخي لأنه كان يعتمر العقال والكوفية. وعندما دخل أصبح نشازاً بينهم فسلم عليه الملك، وكانت بيده اليسرى السدارة، ولم يرها الكرخي، فقال الملك ماذا تعتقد امسك في يدي فرد عليه كلما ما تحمله على رأسي، فأعاد الملك قوله ثانية فأكد الكرخي على رأسي، فأخرج الملك السدارة والبسه إياها، فقال الكرخي ضاحكاً (بهاي جلالة الملك غلبتني).
تخللت الجلسة مداخلات من قبل الحضور منهم الدكتور الشاعر حسن عبد النبي الذي قال: ان ما يقال عن الكرخي لا يغير من اهميته ودوره، فهو يشكل ظاهرة مهمة جديرة بالدراسة، وكان انتاج عصره قبل عام 1946، وكل الامراض المتوطنة في المجتمع الذي كان يتحدث عنه كانت موجودة فعلا.
وكان الختام مسكاً حيث قدم الفنان والباحث طه غريب مداخلة طريفة عن الكرخي انهاها بالغناء لقصيدة المجرشة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة