أكدت تقديمها مقترحات للحد منها
الأنبار – صفاء ناجي:
هددت الحكومة المحلية في الأنبار بتقديم استقالة جماعية، ان لم تعمل القيادات الأمنية على معالجة حالات القصف العشوائي على مناطق المحافظة التي يقطنها المدنيين، فيما أعلنت منظمة أهلية عن ارتفاع أعداد الأرامل والأيتام نتيجة للأعمال العسكرية التي تشهدها المحافظة.
وقال رئيس مجلس المحافظة صباح كرحوت لـ “الصباح الجديد”، أمس الثلاثاء، أن “القصف العشوائي في المحافظة خلف اعداداً كبيرة من القتلى والجرحى بين المدنيين ولا بد من ايقاف عمليات القصف العشوائي ما دفع المجلس الى مطالبة الحكومة المركزية أن توقف عمليات القصف العشوائي والعمليات العسكرية الدائرة في المحافظة للخروج من الازمة”.
وأضاف كرحوت”طالب المجلس لاكثر من مرة الحكومة المركزية بإيقاف القصف العشوائي على مدن المحافظة والمعارك الدائرة فيها وفي حال عدم تنفيذ مطالبنا فسيقدم المجلس استقالته”.
وأشار رئيس المجلس الى محاولاتهم “لايجاد حلول سلمية للخروج من الازمة بدلاً من الحلول العسكرية لكن مطالبنا لم تجد آذاناً صاغية وعلى الحكومة الجديدة التي ينتظرها العراقيون أن تأخذ على عاتقها مسؤولية ما يجري في الانبار وايقاف المعارك الدائرة فيها والعمليات العسكرية وايجاد طرق للتواصل مع العشائر للخروج من هذه الأزمة بأسرع وقت”.
في المقابل، ذكر عضو منظمة الرحمة للايتام والارامل في الفلوجة، خالد صالح، لـ “الصباح الجديد”، أمس الثلاثاء، أن “المعارك التي تدور رحاها في مدن الانبار ادت الى مقتل الكثير من ارباب الأسر ما خلف اعدادا جديدة من الايتام تضاف الى الاعداد التي خلفتها المعارك الطاحنة التي دارت مع القوات الامريكية في الفلوجة في المعركتين الاولى والثانية وهذا يلقي على عاتق المنظمات الانسانية المعنية بالايتام مهمة صعبة وكبيرة في متابعة هؤلاء الايتام ومعرفة احتياجاتهم بسبب التقصير الحكومي منذ سنوات وليس الآن بهذا الإتجاه”.
وأضاف صالح “سجلنا آلاف الايتام في مدينة الفلوجة قبل بدء الأزمة الحالية ممن فقدوا آبائهم خلال معركتي الفلوجة الأولى والثانية وقمنا بمتابعة احوالهم وعمل دورات تثقيفية لهم خاصةً في مجال التعليم لمنعهم من التسيب من المدارس كون الكثير من الاسر فقدت معيلها الوحيد ما دفع بها الى تشغيل ابنائها الصغار للحصول على لقمة العيش لباقي الأسرة وبالتالي فإن الكثير من الايتام بعد فقدهم لآبائهم فقدوا مستقبلهم نتيجة اضطرارهم لترك مقاعد الدراسة والتوجه نحو العمل رغم صغر سنهم وهذا ينعكس في النهاية على الطاقات الشبابية المستقبلية التي تعتبر ثروة من ثروات العراق وبدلاً من أن نعد جيلاً متعلماً واعياً للنهوض بالبلد نجد أنفسنا أمام معضلة جديدة وكبيرة”.
في المقابل، ذكرت المختصة في علم الاجتماع الدكتورة هناء الدليمي أن “ارتفاع اعداد الايتام في الانبار نتيجة الحروب ينعكس سلباً على البلد ككل على المدى البعيد كون هؤلاء الاطفال الصغار الذين فقدوا آبائهم ومعيليهم سيضطرون الى ترك الدراسة والتوجه نحو العمل لإعائلة عائلاتهم بمعنى تحملهم للمسؤولية في سن الصغر وبالتالي سنجد آلافاً من الشباب في المستقبل القريب غير متعلمين وهنا ستتفاقم مشكلة جديدة بعد سنوات وهي مشكلة البطالة التي لها تراكمات سابقة في السنوات الماضية ما يجعل الجهات المعنية المقصرة جداً في هذا الجانب أمام مسؤوليات إضافية تحتاج الى جهود كبيرة جداً”.