لنضىء شمعة الأمل ..ليلة العيد

نتساءل دائما»عن سرالحياة والتعلق بها، رغم مرارتها وقسوتها على الفرد.هناك ظروف قاهرة تجعل ايامنا مظلمة نتيجة حروب ،فقر،تشرد، تتخللها حالة من الأضطراب من كل فعل أو من كل أمر،ربما يعود ذلك لطريقة التفكير والوعي والمعرفة ، فرغم الخوف والهم الذي تحملها الدنيا الا انها تؤمن لنا المتعة في عيشها خاصة عندما نتحداها ونتغلب على مصاعبها بسعينا باشعال شمعة نور وسط الظلام الدامس،نرتقي بمركب الأماني لينقلنا الى ضفة آمنة مليئة بالسلام والهدوء والسكينة .
الحياة كتلة من الأوهام لا تنتهي، هناك الدفء الذي يسعدنا،ومشاعر الالم التي تظلمنا، تناقض كبير بين نظرة الفرح والتشاؤم، ونحن نسير في قطار الحياة السريع،ومحطاته المتتالية ، بعضها تبشرنا بالخير ، وأخرى تقودنا للهلاك، فلا قيمة من بعدها لوجودنا، لذلك نحاول العمل جاهدين لنكون شمعة تنير درب الغير من خلال المعرفة بدلا» من ان نطفأها بالجهل والظلام الذي يفقدنا لذة العيش وجمال الحياة .
هناك لحظات ما بين الحياة والموت، البعض يعيش بأمل الاستقراروتأمين السعادة،وآخرون يعيشون الذل والهوان ، كل حسب وعيه وقدرته على محاربة الشرور من خلال الوعي والادراك للحقائق والعمل بعقلانية لتجاوزها، باستطاعتنا فهم الحياة على حقيقتها وقطف ثمارها بزرع المحبة والانسانية ، لأن تجّردنا من المحبة هو تجردنا من الحياة التي توصلنا بقناعة الى طريق الخير التي اخترناها ، ،ولنعلم بأن الموت قوة تحدي وسر الحياة هي البحث عن الغاية التي اتينا من اجلها فهي ليست ملكا لنا، لذلك علينا السعي للوصول الى الحرية التي هي شجرة الخلود نغذيها بالمعرفة والعمل الدؤوب ونسقيها من قطرات الدم التي تغذي الارض وهي بدورها تحمينا من التشرد والضياع.
هناك من ينازع من أجل سرقة الارض ، يقهر شعبا» ويحرمه فرحة العيش ،يقتل الأمل في الاستقرار والسلام، نتيجة الطمع وزرع الشرور ،يطفىء نور الشمس لغايات في نفسه، لكن ليعلم بأنه مهما افتعل حروبا» واستولى على بلدان سيصل الى ايام تغمر فيها البحار الارض، وتجف مياه الانهار ونعود لزمن الطوفان ،وكل تشفع له اعماله في اليوم الموعود،لتكون زيادة في سعادته أو سببا اساسيا في شقائه.
باستطاعتنا العيش بلا بصر لكن من الصعب ان نعيش بلا أمل ،فلنكسرالقيود التي تعيق تقدمنا، ونبتعد عن سفينىة الاحزان التي تلاحقنا وتغرقنا باليأس، النصر آت لا محالة وذلك بفضل دماء شهداءنا التي تروي ارض القدس ،فلنسع جاهدين بكل فخر من أجل مستقبل عربي مشّرف ،تشرق عليه شمس الكرامة ،وذلك بالعمل يدا» واحدة وقلبا» واحدا» لأنقاذ ما تبقى لشعوبنا والحفاظ على قدسنا ،هناك تضحيات ودماء شهداء من الصعب أن تستسلم او تنحني ﺍﻻ ﻓﻲ ﺻﻼﺗهﺎ في مسجدها الأقصى.
ايمان عبدالملك

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة