التغيير والجماعة الاسلامية تعلنان الانسحاب من حكومة الاقليم
السليمانية ـ الصباح الجديد:
تجددت التظاهرات الشعبية في العديد من مدن واقضية الاقليم، التي شهدت اشعال النار في عدد اخر من المقار والابنية الحزبية، وفيما اعلنت حركة التغيير والجماعة الاسلامية انسحابهما من حكومة الاقليم والعودة الى خانة المعارضة، قامت قوة امنية باقتحام مبنى قناة ان ار تي الكائن في القرية الالمانية بمحافظة السليمانية، وصادرت اجهزة البث وبعض المعدات لتقوم بعد ذلك بإغلاق القناة، بداعي تحريض المتظاهرين على ممارسة العنف والشغب.
وقال احد الاعلاميين العاملين في القناة رافضاً الكشف عن اسمه للصباح الجديد، ان قوة امنية مؤلفة من قرابة 100 عنصر داهمت القناة حوالي الساعة السابعة من مساء يوم الثلاثاء 19-12-2017، وقامت باحتجاز الكادر في احدى الغرف، وبعد طرح العديد من الاسئلة، قاموا باطلاق سراحهم، وبعد ان صادروا اجهزة ومعدات البث، قاموا باغلاق القناة وفقا لامر صادر من وزير الثقافة خالد دوسكي، اشير فيه الى موافقة محافظ السليمانية الجديد هفال ابو بكر، والذي نفى بدوره علمه بهذا الامر.
وقالت مؤسسة ناليا المملوكة لرجل الاعمال شاسوار عبد الواحد والتي تضم قنوات ان ار تي الاولى والثانية وان ار تي عربية، ان ايقاف بث القناة تهديد خطير لحرية الصحافة والتعبير محملة السلطات في الاقليم المسؤولية كاملة، ومطالبة بالضغط على السلطات لإلغاء هذا الاجراء وحماية الصحفيين واحترام حرية التعبير.
في غضون هذا قررت حركة التغيير الانسحاب من حكومة الإقليم بعد يومين عقدت فيهما اجتماعات موسعة لمجلسها الوطني، شهدت مناقشات الحامية بشأن الانسحاب من حكومة الاقليم، والتخلي عن منصب رئيس البرلمان، الذي كان يوسف محمد يشغله، قبل ان يمنع من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني في 12من اكتوبر عام 2015 من دخول العاصمة اربيل على خلفية ازمة رئاسة الاقليم. كما قرر المجلس الوطني في حركة التغيير بأغلبية الاصوات تعليق الاتفاق السياسي الذي وقعته الحركة في 17 من ايار من العام المنصرم مع الاتحاد الوطني، معللاً ذلك بعدم ايفاء الاتحاد بالالتزامات السياسية والادارية التي تقع على عاتقه بموجب الاتفاق.
بدورها اعلنت الجماعة الاسلامية انسحابها من حكومة الإقليم ايضاً، والعودة الى خانة المعارضة، بعد ان كانت تحظى في الكابينة الثامنة لحكومة الاقليم بمنصب وزير الزراعة والموارد المائية، معلنة دعمها لمطالب المتظاهرين وتأييدها لتغيير نظام الحكم بالطرق والوسائل السلمية.
وعلى صعيد منفصل طالبت رئيس كتلة حركة التغيير في مجلس النواب العراقي سروة عبد الواحد بتحديد مصير اخيها شاسوار عبد الواحد رئيس قائمة الجيل الجديد، الذي اعتقلته قوة امنية فور عودته من بغداد الى مطار السليمانية، بعد ان انهى زيارة كان يقوم بها الى العاصمة البريطانية لندن، وعاد الى الاقليم بهدف قيادة التظاهرات الشعبية المطالبة بالاصلاح والتغيير التي يشهدها الاقليم منذ يوم الاثنين 18 من شهر كانون الاول الحالي.
وقرأت عبد الواحد امس الاربعاء بياناً باسم عائلتها امام مكتب مجلس النواب العراقي في السليمانية، تابعته الصباح الجديد، اكدت انهم يحملون الاجهزة الامنية مسؤولية سلامة اخيها شاسوار عبد الواحد، مطالبة السلطات بالكشف عن السبب وراء اعتقاله والجهة التي اقتيد اليها.
وكانت مجموعة امنية قد اعتقلت رئيس قائمة الجيل الجديد شاسوار عبد الواحد فور وصوله الى مطار السليمانية مساء الثلاثاء، قادماً من بغداد واقتادته الى جهة مجهولة، بينما تجمع العشرات من مؤيديه امام البوابة الرئيسية لمطار السليمانية، وقامت الاجهزة الامنية باطلاق النار لتفريقهم.
وقالت السلطات الامنية في السليمانية، ان المدعى العام اصدر امرا قضائياً بإلقاء القبض على رئيس قائمة الجيل الجديد، بتهمة التحريض على التظاهر واستهداف الامن والاستقرار في المدينة.
وطالبت سروة عبد الواحد الحكومة الاتحادية والمجتمع الدولي بالتدخل لتحديد مكان اخيها المعتقل منذ اول امس الثلاثاء لدى الاجهزة الامنية في السليمانية.
وكان شاسوار عبد الواحد قد وجه في كلمة نقلتها قناة ان ار تي الشباب الى الاستمرار في التظاهر وعدم التراجع لحين اسقاط الحكومة الحالية، ومن خلفها الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني اللذان قال انهما فشلا خلال حكمهما الذي استمر ل 26 عاماً الماضية على مختلف الصعد.
بدورها حذرت السفارة الاميركية في بغداد السلطات في الاقليم من اعتقال عبد الواحد وطالبت والحكومة العراقية بالعمل على اطلاق سراحه.
وذكر موقع (سبي ميديا) عن مصادر سياسية رفيعة، ان السفارة الاميركية في العراق اتصلت برئيس الوزراء حيدر العبادي وطالبته بالتدخل لضمان سلامة واطلاق سراحه، مؤكدة «يجب اطلاق سراحه بأسرع وقت ممكن».
وبينما شيع المواطنون في قضاء رانية ضحايا التظاهرات التي شهدتها المدينة خلال الايام المنصرمة والتي ادت الى سقوط ستة قتلى ونحو 88 جريحا جراء اطلاق النار عليهم من قبل حماية المقار الحزبية، قام متظاهرون جابوا شوارع المدينة باحراق مقار حركة التغيير والاتحاد الاسلامي والحزب الاشتراكي.
وكان متظاهرون قد اضرموا النار بمقار الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني في قضاء رانية وكفري وقضاء كوية.
بدورها طالبت حركة التغيير الجماهير الى تنظيم اعتصام واضراب عام في الاقليم للضغط على السلطات وارغامها على التجاوب مع مطالب المتظاهرين واجراء الاصلاحيات المطلوبة.
واكد رئيس المجلس الوطني لحركة التغيير جمال محمد في تصريح، ان الحركة تؤيد مطالب المتظاهرين وبينما دعا الى الابتعاد عن العنف والشغب في التعبير عن مطالبهم المشروعة، طالب اجهزة الامن الى بالحفاظ على سلامة المتظاهرين وضمان امنهم.
ومن جانبه اعتبر القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني سعدي بيرة، ان التظاهرات في محافظة السليمانية «محاولة انقلاب على الحكم في اقليم كردستان».
وأضاف ان ما حدث خلال اليومين الماضيين ليس الا محاولة انقلاب على الحكم في الإقليم، داعيا حكومة الاقليم الى اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع سفك دماء المواطنين.
في غضون ذلك نشر الحزب الديمقراطي الكردستاني قوات كبيرة في المناطق التي تحت سيطرته، في اربيل ودهوك لقطع الطريق أما أي تظاهرة احتجاجية، قد تحدث، حيث قام بقطع الطريق المؤدي الى قضاء آكري التابع لمحافظة أربيل ومنع حدوث اي تجمع في ذلك القضاء.
وأكد مصدر فضل عدم الكشف عن هويته لـ موقع «مليت» أن عناصر آسايش الحزب الديمقراطي الكردستاني اعتقلوا أحد المنظمين والداعين الى التظاهرة واقتادوه الى جهة مجهولة.