أحلام يوسف:
منذ غزا عالم الفيسبوك الافتراضي عالمنا الواقعي، والجدل قائم على قدم وساق بشأن الفائدة التي يمكن ان يحصل عليها رواد الموقع، والاضرار التي قد يتسبب بها لهم. الصورة الشخصية التي تضعها المرأة المشتركة في الموقع على صفحتها “البروفايل”، للتعريف بها، احد التفصيلات التي يختلف بشأنها العديد، فهناك من يجد ان الصورة الشخصية تأكيد على هوية صاحبة البروفايل وقوتها، وهناك من يجد ان الصورة الشخصية يمكن ان تتسبب لها بمشكلات عدة، ومن تحاورنا مع بعض رواد موقع التواصل الاجتماعي عرفنا ان كثيرات يحذرن وضع صورهن ويكاد الحذر يصل حد الخوف لدى البعض من الصورة الشخصية. يقول محمد عبد المجيد: بالنسبة للرجل فالموضوع اعتيادي جدا، لكن المرأة وضعها مختلف، فيمكن لاحد ان يحفظ الصورة، وعن طريق برنامج الفوتوشوب يقوم بوضع وجهها على جسد امرأة أخرى، او ان يفتح حسابا آخر باسمها، وينشر مواضيع غير لائقة مما يتسبب لها بالإحراج، او حتى الفضيحة، فتلافيا لمثل تلك المشكلات، على الفتاة ان تضع أي صورة، او منظر طبيعي بدلا عن صورتها الشخصية. فيما يقول عبد الله الموسوي: نحن شعوب محافظة، وننظر الى المرأة بطريقة تجعلها مصدر اغواء فحسب، وهنا أتكلم بصراحة من دون تزويق، فالفتاة ان كانت جميلة ستكون عرضة للتحرش، او التملق الرخيص من قبل بعض الشباب، إضافة الى ان بعض ضعيفي النفوس يمكن ان يستغلوا الصورة ابشع استغلال وبأكثر من طريقة، منها ان يحتفظ بها، ويسحبها على ورق خاص، ويدعي انها حبيبته او رفيقته، ولا ندري، فيمكن للمصادفة ان تلعب دورها ويعرض الصورة امام احد افراد اسرتها، او اقاربها، عندها ستتسبب بمشكلة كبيرة للبنت التي ذنبها الوحيد هي صورتها التي وضعتها على البروفايل خاصتها.
سوسن التميمي اختارت ان تضع صورتها على حسابها الشخصي، وكتبت اكثر من منشور تتحدى فيه من ينظر الى المرأة على انها سلعة، او أداة للإغراء تقول: انا وضعت صورتي الشخصية، وجميع افراد عائلتي إضافة الى اقاربي معي في قائمة الأصدقاء، لذلك فانا لا استطيع ان استوعب العقول التي يمكن ان تتهمني بتهمة باطلة ان وجدت صورتي مع احد، اليوم يجب ان ينتبه الكل الى ان الصورة لا يمكن ان نعدها دليلا ماديا على شيء، فبرامج تعديل الصور، ومواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، وتويتر، والانستغرام، كلها يمكن ان نحصل على صور خاصة منها، لا بل يمكن ان يقوم احدهم بقرصنة الصفحة، وفي تلك الحالة حتى ان لم تكن قد وضعت صورتها الشخصية للعامة فيمكن ان تكون قد تبادلت صورها الشخصية مع صديقة لها على الفيسبوك، وبالتالي سيحصل عليها من دون الحاجة للبحث عن صورة البروفايل.
آية حسين: انا من عائلة محافظة جدا، فلم يسمح لي أهلي بإنشاء حساب على الفيسبوك، الا بعد ان وعدتهم بعدم وضع صورتي على البروفايل، وان لا اقبل أي رجل بقائمة أصدقائي الا من هم من الأقارب، ومحدودين جدا، لذلك فبالنسبة الي المشكلة تتربص بي خلف كل الزوايا، فلا حاجة لي ان انتظرها، او ان استفزها لتنفجر، لذلك اخترت ان اضع صورة لمنظر طبيعي، فقد حذرني اخي حتى من وضع صورة ممثلة.
تختلف الآراء حول ما إذا كانت الصورة مشكلة بحد ذاتها، ام ان العقول محدودة التفكير هي من تخلق منها مشكلة كي تحد من حرية المرأة التي تسعى اليها الفتاة ولو بتلك الفسحة البسيطة. لكن يبقى عقل الانسان هو المتحكم بأدوات التكنلوجيا فإما ان يحط من شأنها، او يرتقي بها.
صورة المرأة على موقع للتواصل, هل هي مشكلة؟
التعليقات مغلقة