افتتاح القمة الاستثنائية لزعماء دول منظمة التعاون الاسلامي في اسطنبول

أردوغان يناشد العالم الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين
متابعة ـ الصباح الجديد:

انطلقت امس الأربعاء أعمال القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي حول القدس في مدينة إسطنبول.
وتوافد ممثلو 48 دولة، بينهم 16 زعيما على مستوى رؤساء أو ملوك أو أمراء إلى اسطنبول للمشاركة في القمة.
ووصل كل من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس الإيراني حسن روحاني، والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، والرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو، والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ورئيس الوزراء الطاجيكي قاهر رسول زاده.
كما وصل أيضا رئيس جمهورية شمال قبرص التركية مصطفى أقينجي، الذي تشارك بلاده في القمة بصفتها دولة مراقبة، بحسب وكالة «الأناضول».
ووصول كل من عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني، ووزير الخارجية المصري سامح شكري.
كما شارك في القمة ممثلون عن أفغانستان وبنغلادش وإندونيسيا وغينيا وليبيا ولبنان والسودان وتوغو ، فضلا عن الرئيس التركي.
وكانت المشاركة على مستوى رؤساء الوزراء من جيبوتي وماليزيا وباكستان، وعلى مستويات مختلفة من دول أخرى. ويشارك في القمة أيضا الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الذي تحل بلاده ضيفا على القمة.
ويأتي توافد قادة الدول الإسلامية وممثليهم إلى تركيا تلبية لدعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لعقد مؤتمر قمة طارئة، لبحث تداعيات القرار الأميركي بنقل سفارة الولايات المتحدة الى القدس والذي اعلنه ترامب الاربعاء الماضي ويعد اعتراف بلاده رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وصرح السفير الفلسطيني في تركيا فائد مصطفى، بأن الموقف أصبح ناضجا لدى الزعماء والملوك في العالمين العربي والإسلامي، لاتخاذ قرارات حاسمة للمرحلة المقبلة تخص فلسطين، وليس فقط إجبار الولايات المتحدة على التراجع عن موقفها بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل.
وأضاف السفير: «على القادة استخدام أدوات الضغط والتلويح بورقة المصالح التي تربطها بأميركا، إذا شعرت أميركا أن مصالحها مهددة فإنها ستدرك خطورة ما أقدمت عليه وقد تتراجع عن قرارها»، بحسب وكالة «معا».
وتابع: «نأمل أن تتدحرج الأمور وأن لا تقتصر ردة الفعل على دفع أميركا للتراجع عن قرارها بشأن القدس، بل يجب أن يتواصل الضغط الشعبي والرسمي من أجل إقامة الدولة الفلسطينية».
بدورها ناشدت تركيا امس الأربعاء، في افتتاح القمة الاستثنائية الطارئة لمنظمة التعاون الإسلامي، العالم الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي قبل بدء الاجتماع الكامل للقمة: «أولا يجب أن تعترف جميع الدول الأخرى بالدولة الفلسطينية. علينا أن نكافح جميعنا من أجل تحقيق ذلك».
وتابع: «يجب أن نشجع الدول الأخرى على الاعتراف بدولة فلسطينية على أساس حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية».
وعقد الاجتماع قبل ساعات من انعقاد قمة طارئة لقادة دول المنظمة بدعوة من الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أحد ابرز منتقدي قرار نظيره الاميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل في 6 كانون الاول الحالي.
واضاف تشاوش اوغلو «لا يسع المسلمين البقاء صامتين ازاء هذا القرار الذي اتخذته الولايات المتحدة وهو باطل ولاغ».
واثار اعتراف الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاسبوع الماضي بالقدس عاصمة لاسرائيل ادانة في كل انحاء العالم وتظاهرات غاضبة في العديد من دول الشرق الاوسط.
ويأمل اردوغان الذي يتولى الرئاسة الدورية للمنظمة توحيد العالم الاسلامي وراء نهجه المتشدد ازاء قرار واشنطن.
لكن المهمة تبدو صعبة فالعالم الاسلامي يعاني من انقسامات عميقة كما ان العديد من دول المنطقة وفي مقدمتها السعودية تسعى الى اقامة علاقات جيدة مع ادارة ترامب على خلفية العداء المشترك لايران.

*ادانة معتادة
في الوقت الذي اكتفى فيه غالبية قادة المنطقة حتى الان بإصدار الادانات المعهودة، يرى مراقبون انه من غير المحتمل ان يصدر عن القمة اجراءات قوية او عقوبات.
ويقول رئيس مركز إيدام لدراسات الاقتصاد والسياسة الخارجية في إسطنبول سنان اولغن ان «العديد من الدول الكبرى في العالم الاسلامي، لا تريد الدخول في مواجهة مع الولايات المتحدة ولا حتى مع اسرائيل في إطار التوتر المتزايد مع إيران».
ويضيف ان المسؤولين في السعودية وغيرها من دول الخليج يرون ان التصدي لنفوذ ايران «يرتدي اهمية اكبر من اتخاذ اجراءات يمكن ان تهدد العلاقات مع واشنطن».
والقادة الاتراك مدركون لذلك فقد علق تشاوش اوغلو أمس الاول الثلاثاء «لقد لاحظنا ردود فعل متواضعة جدا من بعض دول» المنطقة، مضيفا ان «بعض الدول العربية تخشى تحدي» واشنطن.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة