أربيل تمنع تجمعاً مدنياً للتنديد بالفساد
السليمانية – عباس كاريزي:
اعلن المجلس الاعلى للمعلمين المعترضين على حكومة الاقليم عن موعد تنظيم تظاهرة عارمة في كردستان، ضد حكومة الاقليم، واجراءاتها التعسفية بحق الملاكات التدريسية،مؤكدا انه سيسلم الأمم المتحدة مذكرة تتضمن مطالبه الرامية الى رفع الغبن الذي لحق بالملاكات التدريسية، بعد تخفيض رواتبهم الى اكثر من النصف، نتيجة لقانون الادخار الاجباري الذي اعتمدته حكومة الاقليم، خلافا للقوانين النافذة في كردستان.
واعلن المجلس الاعلى للمعلمين في مؤتمر صحفي عقده بمحافظة السليمانية، ان الملاكات التدريسية حددت الـ 18 من شهر كانون الاول الجاري، موعدا للخروج في تظاهرات عارمة ضد الفساد والمحسوبية والتجاوز الحاصل من قبل السلطات على رواتب ومستحقات الموظفين في الاقليم.
طارق جوهر عضو مجلس المعلمين المعترضين قال في مؤتمر صحفي ان «المجلس قرر ان يقدم مطالبه ومقترحاته في مذكرة الى الامم المتحدة في 12 من الشهر الجاري في اربيل، والخروج في تظاهرات في الـ 18 من شهر كانون الاول الجاري».
وكان مجلس المعلمين المعترضين قد نظم بداية العام الحالي تظاهرات بمحافظات السليمانية وحلبجة وادارتي كرميان ورابرين ضد الاستقطاع الاجباري في رواتب الموظفين والملاكات التدريسية الذي يصل الى 75%، الذي لجأت اليه حكومة الاقليم بعد انخفاض اسعار النفط عالمياً عام 2015، والذي تسبب بتخفيض حاد في رواتب الموظفين، اضافة الى تأخر توزيع رواتبهم الشهرية ما ولد استياءً واسعاً واعتصامات في بعض الدوائر الخدمية، وادى الى تدني مستوى دخل الفرد في الاقليم وارتفاعاً حاداً في مستويات البطالة بلغ في بعض المدن 40%، الا ان حكومة الاقليم لم تعر المتظاهرين من المعلمين والموظفين اي اهتمام او تنظر في مطالبهم المشروعة.
بدوره كشف عثمان عبد الله عضو المجلس الاعلى للمعلمين عن ايصال مطالب واعتراضات المعلمين الى رئيس الوزراء حيدر العبادي، بعد ان فقدوا الامل بحكومة الاقليم، مضيفا ان رئيس الوزراء وعد بمتابعة مطالبهم المشروعة والرد عليها في اقرب فرصة.
واضاف ان المجلس سلم رئيس الوزراء العبادي مذكرة تتضمن مطالبهم والتجاوزات الحاصلة على مستحقاتهم الوظيفية، بنحو غير قانوني، منذ عام 2015، مبيناً ان رد رئيس الوزراء سيكون عملياً ويتناسب مع حجم المعاناة التي وصل اليها المعلمون والمدرسون في الاقليم.
واكد المجلس ان قطاع التربية والتعليم في الاقليم امام منعطف خطير يهدد مجمل العملية التعليمية، وذلك يعود الى تدهور الاوضاع المعاشية لشريحة المعلمين، وتدني مستوى دخلهم الشهري واستقطاع رواتبهم، مشيرا الى ان الملاكات التدريسية لها كامل الحرية بين الاستمرار في الدوام الرسمي، او اعلان الاعتصام ومقاطعة الدوام لحين معالجة الاوضاع المعاشية الصعبة لهذه الشريحة المهمة.
في غضون ذلك منعت قوات الامن (الاسايش) في اربيل تجمعا لمنظمة ستوب كانت تنوي الاعلان فيه عن استطلاع اجرته المنظمة عن ملفات الفساد في الاقليم.
وقال فرمان رشاد عضو منظمــة ستوب لمحاربة الفسـاد في تصريح للصباح الجديد، ان قوات الاسايش في اربيل قامــت بمداهمة مقر المنظمة التــي كانت تنوي عقد مؤتمر صحفي تعلن خلاله عــن استطــلاع للراي اجرته عن حجم الفساد المستشــري فـي الاقليـم.
واضاف رشاد ان الفعالية كانت بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة الفساد، مبيناً ان 74 بالمئة من المستطلعة اراؤهم يعتقدون ان حكومة الاقليم فشلت في محاربة الفساد واجراء الاصلاحات المطلوبة.
وتابع ان غالبية المشاركين في الاستطلاع غير مقتنعين باداء حكومة الاقليم ويعتقدون بعدم جديتها في محاربة الفساد، مشيرا الى ان الاستطلاع اجري على مدار اربعة شهور وشمل محافظات السليمانية واربيل ودهوك.
رشاد قال ان 64 بالمئة من المستطلعة ارائهم يعتقدون ان التدخلات وهيمنة الاحزاب على مفاصل حكومة الاقليم عائق والسبب الرئيس امام فشل اية اصلاحات قد تنوي الحكومة اجراءها.
يشار الى ان حكومة الاقليم قامت بادخار قرابة سبعة مليارات دولار من رواتب الموظفين خلال الاعوام الثلاثة المنصرمة وتوقع خبراء ان لا تتمكن من ان تعيد رواتب الموظفين المدخرة، مؤكدين ان عام 2018 سيكون عام افلاس حكومة الاقليم بشكل رسمي.
يأتي ذلك في وقت دعا اعضاء في برلمان كردستان المواطنين والموظفين الى رفع دعاوى قضائيــة ضد السلطات والمسؤولين في حكومة الاقليم، على خلفية الفساد والاستقطــاع غير القانوني لرواتب الموظفين، وملاحقتهم داخليا وفي المحافل الدولية، لاعادة اموال النفــط المهربة والمودعة في بنوك اجنبية بحسابات شخصية في الخـارج.