مبعوث الأمم المتحدة يقوم بزيارة نادرة الى «بيونغ يانغ «
بروكسل ـ أ ب ف :
أجتمع وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون مع نظرائه في الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي امس الثلاثاء في بروكسل للتأكيد على موقف موحد ازاء كوريا الشمالية وايضا في مسعى لتجاوز الخلافات العميقة بين الادارة الاميركية والاوروبيين، فيما توجه مساعد الأمين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية الأميركي جيفري فيلتمان امس الثلاثاء من بكين إلى كوريا الشمالية حيث يقوم بزيارة نادرة تستمر أربعة أيام، وذلك بعيد إطلاق بيونغ يانغ صاروخا بالستيا عابرا للقارات.
وتناول تيلرسون الغداء مع نظرائه الـ28 من التكتل بدعوة من وزيرة خارجية الاتحاد فيدريكا موغيريني قبل اجتماع للحلف الاطلسي يستمر يومين ويركز على التحديات الامنية الكبرى وخصوصا كوريا الشمالية وروسيا.
وشدد الامين العام للحلف ينس ستولتنبرغ على ان «اطلاق كوريا الشمالية صاروخا بالستيا عابرا للقارات الاسبوع الماضي أظهر ان كل الدول الحليفة يمكن ان تستهدفها» صواريخ بيونغ يانغ.
وتابع ستولتنبرغ ان «شركاءنا في المنطقة في خطر ، ولا بد ان تمارس دول العالم كلها ضغوطا قصوى على كوريا الشمالية من اجل التوصل الى حل سلمي بالتفاوض»، مذكرا بان الدول الـ29 الاعضاء في الحلف كانت «واضحة وثابتة في اداناتها» للتجربة النووية التي قامت بها بيونغ يانغ في مطلع ايلول.
واذا كان الاوروبيون لا يزالون يشعرون بانهم في مأمن الا انهم ابدوا حزما لا تردد فيه وشددوا العقوبات الاقتصادية على بيونغ يانغ مع تأكيدهم على ضرورة حل المسألة سلميا.
بعيدا عن الموقف الموحد ازاء كوريا الشمالية، هناك مواضيع خلافية عدة بين جانبي الاطلسي، أولها مكافحة الاحتراز المناخي بعد انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس بقرار من الرئيس الاميركي دونالد ترامب. كما تشعر اوروبا بالقلق من تشكيكه بالعديد من الاتفاقات التجارية المتعددة الأطراف في اطار منظمة التجارة العالمية أو حتى الامم المتحدة.
وكشفت الهجمات الشديدة والانتقادات اللاذعة التي يوجهها ترامب الى الاتفاق النووي مع ايران والذي رفض في تشرين الاول «الاقرار» بالتزام إيران به، عن خلاف عميق آخر مع الاوروبيين الذين اتحدوا للدفاع عنه.
وشددت موغيريني قبل بضعة أيام على ضرورة «الحفاظ على الاتفاق النووي مع ايران وتطبيقه في كل جوانبه أولوية أمنية أساسية لاوروبا».
حتى الحلف الاطلسي، منظمة التعاون العسكري التي تهيمن عليها الولايات المتحدة منذ البداية، لم تسلم من انتقادات ترامب الذي لم يخف غضبه من التباين في «تقاسم الأعباء» مطالبا بصراحة حلفاءه الاوروبيين وكندا بزيادة ميزانياتها العسكرية.
هذا وبدأت جولة تيلرسون الاوروبية بعد ان كشفت وسائل الاعلام الاميركية الاسبوع الماضي التوتر المستمر بين الرئيس السابق لمجلس إدارة «ايكسون موبيل» وترامب، اذ أوردت ان البيت الابيض يعتزم استبدال تيلرسون قريبا بمدير وكالة الاستخبارات الاميركية مايك بومبيو او حتى دفعه الى الاستقالة.
وانتظر ترامب اكثر من 24 ساعة قبل ان يؤكد بالحد الادنى في الأول من كانون الأول دعمه لتيلرسون مع تشديده على وجود «خلافات في الرأي» بينهما. وكتب الرئيس الاميركي على تويتر «الكلمة الاخيرة لي».
اما ستولتنبرغ فقال امس الاول الاثنين «رأينا مرارا كيف أن الحلف الأطلسي ووزراءه لديهم القدرة على التركيز على المهمة الجوهرية والعمل الذي علينا انجازه رغم التكهنات والشائعات».
واضاف «انني على ثقة بأن الامر نفسه سيحصل الان» فنحن «بحاجة الى مؤسسات قوية مثل الحلف الاطلسي خصوصا مع تزايد القلق والغموض والتهديدات» في العالم.
واشاد ستولتنبرغ بـ»الدور الاساسي» لتيلرسون من اجل |»توجيه رسالة ردع ووحدة وحزم من الحلف برمته» في مواجهة كوريا الشمالية «إنما كذلك (رسالة) مفادها أنه ينبغي مواصلة العمل من أجل حل سلمي».
ووصل فيلتمان امس الثلاثاء إلى مطار بكين الدولي على ما أفاد صحافيون في وكالة فرانس برس.
وتأتي هذه الزيارة التي أعلنت عنها الأمم المتحدة امس الاول الاثنين في ظل توتر شديد بعد ستة أيام على إطلاق نظام كيم جونغ أون صاروخا بالستيا عابرا للقارات قادرا بحسبه على إصابة أي موقع على الأراضي الأميركية.
وباشرت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة امس الاول الاثنين مناورات عسكرية جوية هي أكبر تدريبات من نوعها بين البلدين حتى الآن بمشاركة 230 طائرات بينها مقاتلات خفية اميركية من طراز «اف-22».
ودانت بيونغ يانغ هذه المناورات باعتبارها «استفزازا تاما» متهمة ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب «بالسعي الى الحرب النووية باي ثمن».
وقال المتحدث باسم الامم المتحدة ستيفان دوجاريك امس الاول الاثنين أن فيلتمان سيجري محادثات مع مسؤولين كوريين شماليين تتناول «مواضيع ذات اهتمام وقلق مشتركين»، من غير أن يؤكد إن كان سيلتقي كيم جونغ أون.
كما سيقابل فيلتمان دبلوماسيين أجانب وفريق الأمم المتحدة المنتشر في كوريا الشمالية ضمن مهمة انسانية. وسيزور عدة مواقع تنشط فيها الامم المتحدة، بحسب المتحدث الذي اشار الى ان الزيارة ستجري بصورة رئيسية في منطقة العاصمة بيونغ يانغ.
وتأتي زيارة فيلتمان بدعوة سلمتها كوريا الشمالية إلى الأمانة العامة للأمم المتحدة خلال الجمعية العامة السنوية للمنظمة في أيلول ، على ما أوضح دوجاريك.
وسئل المتحدث عما إذا كان هدف هذه الخطوة التمهيد لزيارة لاحقة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى بيونغ يانغ، فاكتفى بالقول إن غوتيريش أبدى على الدوام استعداده للقيام بمهمة مساع حميدة إذا دعت الحاجة من دون أن يضيف أي توضيحات أخرى.