ظل منكسر

وائل السلطان

هو نفسهُ
من اسرّ للموتِ عن الذين
اقتفوا دمعَ الحقيقةِ
و اخبروني بها كلّهم …
اخبروني عن النساء ، قالوا :
لكَ لهفةٌ مما تريدُ وايضاً لهفةٌ مما تؤجل ما تريد ..
خذ يد الوقتِ ، و اعطِ الزهرَ ما يستحقُ من نظرتك
و اجلس الى حجرٍ طافحٍ بالنباتِ المبلل ..
اخبروني عن الليل ، قالوا :
هو باطنُ الاشياء ، صورتها التي تقشّرُ رغبة الطلوعِ عليكَ ..
هو فيك ، مثل الغريبِ الذي تلمعُ عينهُ في مقبرة ..
اخبروني عن الربّ ، قالوا :
لا تأخذك ريحٌ من لهاث الضاحكين
ولا يأخذك غصنٌ يابس من ثِقَل الواثقين
و اهميَ على وجهكَ ،
وقل : تعالَ .. ستتبعكَ الاشياء
و يأخذ خطوكَ كلّ من تهدّلت عليه افياء الحكمةِ ..
اخبروني عن الريحِ ، قالوا :
صورتك ،
بيدَ انّ القصيدةَ يدٌ منقوصةٌ
والعالمُ صورةٌ غير شعريّةٍ
معلقة في جدارٍ شوهته الحربُ و العاطفة ..
اخبروني عن البعيدةِ ، قالوا :
عاقبتكَ بالمحبةِ ، وانتَ تفكرُ بالوداع مثلَ قبرٍ يومئُ للألم و الاثامِ المقدسة ..
وما تزالُ ، مثل حالمةٍ سمراءَ، تقتفي اسباباً كثيرةً لوجودكَ
تنتظرُ قنديلاً كان يضيء في ليل المدنِ العميقةِ
كنتَ تحملهُ ، وفي قلبكَ امرأةٌ
انطفأ القنديلُ و تلاشت المرأةُ مع الضوء ..
و ظللتَ تضيءُ بقنديلك المطفئِ قلبَ المدينة ..
هو نفسهُ من اسرّني للموتِ
وقال لي :
لا تصدق ما يقال عن النساء ، وعن الليل ، عن الربّ ، والريح ،و عنها ..
قالَ لي
وترك في يدي ظلّهُ المنكسر ..
نبيل نعمة
ممنون منك حذام العزيزة هذا نص وائل وراح ارسل لك نص رسل
نبيل نعمة
شكل وداعٍ مقلوب
رسل صلاح
في وداعٍ ،لا يكلف تلويحة،
و لا كلمة تختصُر كل ما مَّر.
ارى أسمك،
و الطريق و الفناء،
غير كافيين لتناول ،الحدث واضحاً.
فتعالَ نَقلبُ الاشكال،
نَضعنا في مَشهدين مُتعاكسيَن
في الاول ،نكون بذاتِ الطريق
وذات المسافة المسموحة.
نُرحب بالمارين،َ
راحلين كما أتخَيلهم،
و عائدينَ كما تَراهم
و كِلانا يصُدق عينه.
في وداعٍ لا يعلمُ بهِ أحد،
و لا يكلف أخبار أحد،
و لا يراهُ احد بذاتِ فرق

تعالَ نَقلبُ الاشكال ايضاً للمشهدِ الآخر
لكن هذهِ المرة بشكلٍ حقيقي .
بلقاءٍ واضح.
باتجاهٍ واحد ،
معا.
في الطريقِ الواحد
نرى فيهِ المارين،
مارين
و الراحلين،
راحلين
بذلك نلتقي للوداعِ حقاً.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة