بغداد – أحلام يوسف:
عندما نتحدث عن محبة الله، فسيكون الوطن هو أساس الحديث، وعندما نتحدث عن الاهل، والاصحاب، والطفولة، والحب، والخوف، وغيرها من المشاعر، فإننا نتحدث عن الوطن أيضا بنحو غير مباشر، او قد نكون غير مدركين الى اننا نتحدث عنه “أي الوطن”.
الوطن هو ما يجمعنا بكل اختلافاتنا، وبكل مزايانا وعيوبنا، بخوفنا وبأماننا، بحبنا وبغضنا، بالحلم والغضب، كل تفاصيل حياتنا وشخصياتنا تجتمع تحت خيمة الوطن، وهذا ما يعني بالضرورة ان هويتنا الحقيقية هي العراق، وطننا الأم، وهذا ما يجب ان نعيه ونستوعب خطورة معناه، لأننا اليوم نشهد على الكثير من أبناء الوطن، مستخفين بهذا الكيان عن جهل، فنراهم على مواقع التواصل الاجتماعي، والفيس بوك على وجه الخصوص، يتوعدون ويهللون لطبول الحرب، ويهللون لمبدأ الثأر، ولم يقفوا لحظة واحدة لقراءة المشهد بكل تفاصيله، حيث ان الموت ساعتها لا يطال أحدا من دون الآخر، لذا فهم يهللون لموتهم، وموت كل من وما يعنيهم، من أرواح واحلام، تخصه او تخص افراد عائلته.
منذ قرار الاستفتاء الذي اعلن عنه مسعود برزاني والاصوات النشاز تتعالى يوما بعد يوم، وقلة من العقلاء الذين يحاولون تهدئة الأمور بين افراد الشعب، حيث كتب الأستاذ الجامعي والباحث حسن مطشر الجبوري على صفحته على الفيس بوك: عندما يكون أساس بناء الحياة هو الجهل والأمية، فلا غرابة فيما يحدث بيننا اليوم، السياسة بحر عميق لا يعرفه الا الراسخون، أي اننا جميعا لا نستطيع فهم ما يمكن ان يجري على الساحة السياسية لأي بلد، فكيف بمجاميع من البسطاء، او لأقل المتخلفين، الذين يحاولون عرض عضلاتهم المزيفة امام جمهور المعلقين والمعجبين، ويمكن ان يكون هو وغيره احد أسباب الفوضى التي تحدث هذه الأيام، والتي راح ضحيتها عدد من العراقيين، ولا أقول الجيش، او الحشد، او البيشمركة، لان الموت لا يختار حسب الهوية، بل نحن من نختار موت الآخر على هويته القومية، او المذهبية، او الدينية.
اما بخشان عزيز وهي موظفة متقاعدة تعيش في أحد احياء بغداد منذ ولادتها حسب ما ذكرت بأكثر من منشور على صفحتها، فكتبت: اشعر بالأسف لما يحدث، المشكلة تتعلق بازدواجية التفكير، فعندما يتحدث بعض الاكراد عن حروب صدام حسين ضد الاكراد، فان الكل يعلن ان صدام حسين لا يمثل العرب، او لا يمثل هويته المذهبية، اذن لماذا حينما يقدم مسعود برزاني على قرار، غالبية الاكراد تجده خاطئ، في الأقل بالوقت الراهن، تبدأ حروب الكلام بين العراقيين على أساس قراره هذا؟ الكثير من الاكراد في السليمانية، وحتى أربيل أعلنوا رفضهم لموضوع الاستفتاء، الا ينفي عنا ذلك مسؤولية جريمة رغبة الانفصال؟
عبد الله عبد الرحمن كتب عشرات المنشورات على صفحته يطالب فيها بالعودة الى العقل، لان “أي شرارة يمكن ان تشعل حربا، العراقيين في غنى عنها”، ويقول متسائلا بأحد منشوراته: الكثير من العراقيين يعشقون التطبيل، بغض النظر عن طبيعة الموضوع الذي يطبلون له، الم تكتفوا يا عراقيين من الدم، الم تكتفوا من الحروب العبثية التي تحصد أرواح الأبرياء؟ هل هناك عاقل يطبل لحرب بين أبناء جلدته وقومه؟ هل أصاب الجنون عقول هؤلاء؟
صفحات الفيس بوك تشارك بدعوات الحرب والسلام
التعليقات مغلقة