قحطان العطار غاب طويلاً عن الشاشة وظل فنه عالقاً بقلوب محبيه

بغداد – أحلام يوسف:
بعد عدة حفلات أقيمت في قاعة الرباط، لعدد من كبار المطربين العراقيين، احتفاءً بمسيرتهم، التي رفدوا بها الساحة الفنية العراقية بالفن الراقي، الملتزم بكل تفاصيله الشعرية واللحنية، إضافة الى الأصوات التي كانت تميز كل مطرب عن المطرب الآخر بزاوية جمالية، وابداعية.
شهدنا في قاعة الرباط على حفلات للمطرب ياس خضر، وسعدون جابر، وحسين نعمة، وقبل مدة بدأت “البروفات” لإقامة حفل غنائي احتفاء بمسيرة الفنان قحطان العطار، صاحب الحنجرة الذهبية، وسيشارك بها عدة فنانين بأصواتهم الجميلة، حاملين بنبراتها حبهم وتقديرهم وشوقهم للعطار، الذي غاب عن الساحة الفنية منذ سنين طوال، لكن ظل الجمهور العراقي يتابع اخباره وبشغف، ويروي الحكايا عن حياته، واوضاعه، واغنياته التي يؤديها بجلساته الخاصة وبرغم انه غائب عن المسارح منذ مدة ليست قليلة، لكن الكثير يجد ان جمهور العطار، اكثر بكثير من جمهور عدد من المطربين الذي ما زالوا متواصلين بعطائهم الفني.
من المقرر ان الاحتفال سيقام بعد نهاية شهر صفر، حيث سيبدأ معه موسم الفرح، والاعراس العراقية، والجمهور اليوم ينتظر بلهفة الإعلان عن موعد الحفل، والمفرح ان غالبيتهم من الشباب، المتعطش لسماع أغاني العطار الجميلة مثل “يكولون غني بفرح”، و”سلمت”، و “اه يا زماني”، و”شكول عليك” التي غناها العديد من الشباب في برامج الهواة، إضافة الى العشرات من اغانيه الجميلة.
اطل قحطان العطار على الجمهور العراقي واسره بعذوبة صوته ورقي اغانيه، وهذا قد يكون ديدن الفن العراقي في سبعينيات القرن الماضي، حيث وصل الفن الى اوج ابداعه، بفضل الأسماء الكبيرة من الشعراء والملحنين، الذين اسهموا بوصول فن الغناء حينها الى القمة، والتي ما زالت الغالبية العظمى من العراقيين حينما يودون الإعلان عن نضجهم، ووعيهم الفكري، يتحدثون عن عشقهم لأغاني السبعينيات، فمن منا لا يسمع اليوم ويشذب اذانه بأغنية حاسبينك لفاضل عواد، او رديت لحسين نعمة، او يكولون غني بفرح لقحطان العطار، ومن منا لا يتحسر في اثناء سماعها، وهو يقارن بين حال الفن وقتها، وبين ما وصل اليه الفن، “عدا القلة النادرة من المطربين الحريصين على إعادة مجد الاغنية العراقية”.
غادر العطار مثل العديد من الفنانين الذي ابوا ان يرخصوا فنهم، وهم يحابون النظام الدكتاتوري الحاكم آنذاك، لكنه ولأسباب عدة عاد الى العراق، نافضا غبار تعب الغربة، املا بحياة جديدة أفضل، لكن وقت عودته لم يكن موفقا، حيث كانت رحا الحرب العراقية الإيرانية دائرة، وبدأت المضايقات من قبل النظام، ما اضطره الى العودة للمنفى مجبرا وليس مخيرا. لكن الجمهور العراقي اليوم ما زال يحفظ للعطار محبة وشوق كبيرين، والكل يأمل ويناشد ان يعود مرة أخرى، ويملأ مكانه الذي ظل خاليا طوال مدة غيابه.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة