حقوق الإنسان

يولد الناس جميعا احرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق وهم قد وهبوا العقل والوجدان وعليهم أن يعاملوا بعضهم بعضا بروح الإخاء . هذا مانصت عليه المادة الاولى من الاعلان العالمي لحقوق الانسان الذي اعتمدته الجمعية العامة للامم المتحدة عام 1948.
ومنذ تأسيسها ألزمت منظمة الامم المتحدة نفسها بناء على ميثاقها الذي أقر عام 1945 في سان فرانسيسكو بنشر حقوق الانسان والحريات من خلال تعزيز التعاون الدولي لحقوق الانسان. ويستمد الاعلان العالمي لحقوق الانسان صفة الالزام القانوني ايضا من المبادئ الانسانية النبيلة التي يتضمنها والتي تصل الى مستوى المسلمات العالمية المقبولة لدى الشعوب والمجتمعات كافة .
إن مصطلح حقوق الانسان يتكون من كلمتين هما (الحق والانسان ) وكلمة الحق تعني نقيض الباطل وحق الامر اي اصبح ثابتا والحق من اسماء الله الحسنى قال تعالى (ولا تلبسوا الحق بالباطل) والحق موغل في القدم وجد منذ وجود الانسان على الارض وهو ثابت وباق مادامت الحياة باقية، فلا يستطيع الانسان ان يعيش من دون حقوقه لأنها الضمان الأساسي الذي لا غنى عنه ليعيش حياة كريمة وهي تلازم الانسان منذ ولادته ولا يستطيع احد ان يحجبها عنه وان هذه الحقوق تشمل الناس كافة ولاتشمل فئة معينة بالذات .
أما لفظ الانسان فانه يأتي من كلمة الأنس وهو من خلق الله سبحانه وتعالى اوجده على هذه الارض ليحيا عليها وليعمرها الى يوم قدره الله تعالى ان تنتهي فيه هذه الحياة، ومادام الانسان يحيى على هذه الارض فان له حقوقا يتمتع فيها والانسان اذا كان يملك حقوقه كاملة فانه يكون كامل الانسانية واذا انتقصت حقوقه تكون إنسانيته ناقصة، والمرأة عندما يمنع الدستور او اي قانون ممارسة حقوقها السياسية او المدنية التي يمتلكها الرجل فان ذلك يشكل انتقاصا من إنسانيتها وهنا لابد من الاشارة الى رسالة السماء مجسدة في القران الكريم وهو الدستور الاعلى الذي أعلن الحقوق ووضع القواعد الاساسية للأحكام الدينية والمدنية حيث اشار الى ضرورة احترام حقوق الانسان وتحرير الانسان من العبودية والرق وأقر مباديء العدالة والمساواة وتحريم التمييز وكان ذلك انعكاسا لعدالة الله سبحانه وتعالى على الارض .فنجده اشار الى الكثير من الحقوق منها تحريم قتل النفس وتحريم التعذيب والتأكيد على المساواة والحق في الحرية في المجال الفكري والمدني والسياسي وعدم جواز حبس المدين المعسر ان حقوق الانسان لها الاولوية على القيم والمبادئ الاخرى بما في ذلك القيم والموروثات الاجتماعية والثقافية فجميع الناس في كل انحاء العالم يتمتعون بحقوق متساوية لمجرد انهم بشر ومثلما اشارت الكاتبة الاميركية لين هنت أستاذة التاريخ في جامعة كاليفورنيا فان لحقوق الانسان ثلاث مواصفات متداخلة الحقوق وهي يجب أن تكون طبيعية اصلية داخل الانسان ومتساوية نفسها للجميع وعالمية يمكن تطبيقها في كل مكان .
عماد عبدالله

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة