إحياء جلسات فنية وثقافية في المقاهي البغدادية

بغداد – الصباح الجديد:
تحت شعار (المقاهي البغدادية.. بين سحر المكان والالهام الثقافي)، افتتحت الجلسة الفنية التي اقامتها دائرة العلاقات الثقافية العامة في مقهى الشابندر لعرض الفيلم الوثائقي “مقاهي بغداد الادبية” للمخرجة ايمان خضير.
ادارت الجلسة تضامن عبد المحسن مديرة الاعلام في دائرة العلاقات الثقافية التي افتتحت الاصبوحة بكلمات عن ميزة تلك المقاهي “ليس اجمل من صباح نقضيه بالجلوس في مقهىٍ يفوح منه عبق الماضي، ونسمع صدى جدرانه وهي تنقل احاديث وجدانية وسياسية وثقافية، وهمسات شباب يتحاورون في كل شيء في الحياة، فليست لنا كل الصباحات لنكون في المتنبي، ولنكون في مقهى الشابندر”،
حضر الفعالية مدير عام دائرة العلاقات الثقافية في وزارة الثقافة فلاح حسن شاكر، ومدير العلاقات في بيت الحكمة مظفر الربيعي، وصاحب المقهى الحاج محمد الخشالي، وصاحب مقهى بن رضا علوان، اضافة الى جمهور غفير من المثقفين ورواد المقهى.
تناولت عبد محسن السيرة الذاتية للمخرجة: لديها العديد من الافلام الوثائقية منها انيس الصائغ، وطوابع فلسطين، والملك فيصل الاول، ومقاهي بغداد الأدبية، واخيرا ضد الكونكريت، اذ تعكس هذه الافلام الحياة الواقعية في الزمان والمكان، ليشعر المتلقي انه جزء من الرسالة التي حملت توقيع المخرجة ايمان وبصماتها.
واكدت عبدالمحسن: ان دائرتنا تسعى الى احياء الجلسات الثقافية والفنية والادبية في مقاهي بغداد، لتنفيذ فكرة طرحها السيد المدير العام فلاح حسن شاكر، بعد دخول بغداد ضمن المدن الابداعية في اليونسكو، وهذه هي الفعالية الثانية التي تم تنفيذها، اذ كانت الاولى اصبوحة أدبية، وقراءات شعرية في مقهى البيروتي، وبالتعاون مع اتحاد الادباء، والعمل مستمر على ذلك بعدما لقيت نجاحا.
بدورها عبرت المخرجة ايمان خضير عن فرحها بهذا الحضور، وهي وسط اهلها وشعبها، ولقائها بهم مجددا، موجهة كلمة شكر الى دائرة العلاقات الثقافية، والى وزارة الثقافة لاهتمامها بعرض الفيلم، وتهيئة الاجواء لعرضه في المكان الذي تم تصويره فيه، اضافة الى مقاهٍ اخرى.
وعن ظروف انتاج الفيلم اكدت السيدة خضير ان الفلم انتج عام 2013 لصالح وزارة الثقافة، خلال فعاليات بغداد عاصمة الثقافة العربية، ولم يتم عرضه في مهرجان الافلام في بغداد، ولكن وبجهود استثنائية استطاعت المخرجة عرضه في نوادٍ ثقافية منها لندن، وباريس، وهولندا، فيما اشارت الى ان العرض الاول كان في مدينتها الناصرية.
كما اجابت عن سبب اختيارها لموضوع المقاهي في فيلمها، وهو الرغبة الشديدة لتسليط الاضواء على قضية تهم الرأي العام، ومن صميم الثقافة المجتمعية لشعبنا، وهو ان المقاهي تحمل هوية ذكورية، يصعب على النساء دخولها، كما انها مرتعا للتسلية وقتل وقت الفراغ، ومحطة مسافرين، في حين ان التاريخ يحدثنا ان المقاهي كانت ملاذا للكتاب، والسياسيين، والشعراء، والمثقفين، وتعد منبرا للتجمعات التقدمية من ذوي الافكار التحررية مثل مقهى الزهاوي، ومقهى البرازيلي، والشابندر، وحسن عجمي، وغيرها في بداية السبعينيات.
بعد ذلك تم عرض الفيلم الوثائقي الذي تناول المقاهي البغدادية، تاريخها ودورها الفاعل في تأسيس الحياة الثقافية والأدبية، وتأجيج الثورات الشعبية.
واخيرا، قدم مدير عام دائرة العلاقات الثقافية الشهادة التقديرية تثمينا لجهدها الواضح في الإخراج، مؤكدا على استعداد الدائرة لعرض الفيلم في اماكن اخرى.
كما قدم صاحب المقهى الحاج محمد الخشالي كلمة شكر الى وزارة الثقافة ودائرة العلاقات الثقافية لهذه الأصبوحة، التي احيت الاجواء الثقافية في المقهى.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة