حريق “هارثة” البصرة قبل أسابيع من موعد إكمال مشروع التحلية

البصرة – خاص:
الجهات المسؤولة، في وزارة الاسكان والاعمار والبلديات والمحافظة سكتت، وارادت لفلفة الموضوع، لكن مديرية الدفاع المدني في البصرة كشفت، الاثنين 9 تشرين الاول، عن حريق كبير نشب في موقع مشروع قيد التنفيذ للمياه في الهارثة شمال المحافظة، واضاف القول ان “الحريق لم تعرف اسبابه بنحو دقيق، وقد تم تشكيل لجنة لهذا الغرض لتقصي اسباب الحريق!”.
الشيء المهم في هذا الحادث وجود ظنة الفساد، وعلى وجه الدقة ما كان رئيس الوزراء حيدر العبادي قد اعلنه في اب الماضي خلال مؤتمر صحفي قائلا: وجود عرقلة لمشاريع تحديث بنية الخدمات بقوله في مؤتمره الصحفي: “كلما اردنا تحسين خدمة للمواطن هناك مافيا تريد افسادها وتحاول تخريب مشاريع وضعت لخدمة المواطن” اخذنا بالاعتبار الحقيقة المدوية التالية: ان المشروع يفترض ان يُسلم كاملا في نهاية هذا العام، وان تقارير نشرتها وسائل الاعلام تفيد ان فساد وتلاعب اداري وتواطؤات تحيط المشروع وتثير الشكوك في وعود إكماله.
، الامر الذي يدفع المراقبين الى ادخال هذا الحريق في شبهات العمل المدبر.
خبير مياه من محافظة البصرة تحدث الى “الصباح الجديد” قائلا “ان مشروع ماء الهارثة هو جزء من مشروع ماء البصرة الكبير الذي يتكون من أربع مراحل، منها ثلاث مراحل ممولة من قرض ياباني، والمشروع الذي من المؤمل يكتمل أواخر العام الحالي كان سيعالج مشكلة نقص المياه في مركز المحافظة وناحية الهارثة” واضاف “ان بعض التلكؤات التي كنا نتابعها أشرت وجود مشاكل ادارية وفساد وفشل وقد اثار مخاوف محلية واسعة وعكسها رئيس الوزراء في وقت سابق”.
يذكر ان مسؤولا سابقا في المحافظة (نائب المحافظ) اعترف قبل اكثر من عام بوجود عدد من الشبهات تلاحق مشروع ماء البصرة الكبير الذي يقع في منطقة الهارثة شمالي المحافظة ينفذ من قبل ثلاث شركات (مصرية – فرنسية – يابانية) وبكلفة 800 مليار دينار عراقي وفيما اصرت ادارة المشروع على تفنيد الاتهامات الموجهة اليها، وزعمت ان المشروع يسير على وفق ما خطط له وباشراف ومتابعة الجهات العليا، وذلك قبل ان يشب الحريق ويترك اسئلة مشروعة عما يجري وما يدبر.
من جهته نقل “راديو المربد” عن مسؤول في محافظة البصرة قوله في وقت سابق “ان عمر هذا المشروع تجاوز 10 سنوات وانه كان من المفترض ان ينجز خلال ثلاثين شهرا فقط بنهاية هذا العام 2017 إلا ان نسبة انجاز العمل المعلنة من قبل الشركة لم تتجاوز 25% بينما نسبة العمل على ارض الواقع لا تتجاوز 15% فيما كان المشروع ما زال في الأعمال الترابية البسيطة.
والحال، كما قال الراديو ان الشبهات التي تدور حول المشروع تتمثل بوجود عدد من ملفات الفساد منها كلفة المشروع التي تقدر بخمسة إضعاف الكلف التي تقدمت بها عدد من الشركات الأخرى في حينها فضلا عن استخدام فلاتر نهرية وليست بحرية بالرغم من ان مياه شط العرب تعتبر قريبة لمياه البحر” اما عن المواصفات الفنية فقد ذُكر ان نسبة ملوحة المياه المستخدمة عالية ولا تصلح للشرب.
مواطنون من الهارثة طالبوا عبر “الصباح الجديد” من الجهات اليابانية التدخل مباشرة للتحقيق في اسباب الحريق وتقصي شبهات الفساد والفشل والتلاعب التي اصبحت على كل لسان في المدينة والمحافظة وفي عموم العراق.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة