فاضل خليل.. الألق والتوهج الإبداعي الشامل

أشرف على ملحق المسرح في “الصباح الجديد”
بغداد – عبد العليم البناء:
ها هي سلسلة الابداع العراقية تفقد برحيل الفنان والمخرج القدير، والأكاديمي البارع الاستاذ الدكتور فاضل خليل، واحدا من عمالقة الاخراج المسرحي في العراق والعالم العربي، بما قدمه من منجز ابداعي أصيل، تولد منبثقا بموهبة فذة منذ ولوجه عالم الفن عامة، والمسرح خاصة.
كان الألق والتوهج الابداعي ملازما له في كل خطوة خطاها هنا وهناك، ممثلا، ومخرجا، وكاتبا، وباحثا، وأكاديميا، فصال وجال بإبداعاته الشاملة في أكثر من محفل، وملتقى، ومنتدى، ومؤتمر، ومهرجان محلي وعربي ودولي، ونهل من علمه وفنه الكثيرون، وتتلمذ على يديه مئات الفنانين الذين أصبح أكثرهم من نجوم الفن العراقي والعربي، والذين يشار لهم بالبنان.
لم تتوقف عطاءات الراحل الجليل فاضل خليل في شتى مجالات تخصصه المتنوعة، حتى آخر لحظة من عمره الذي جاوز السبعين عاما، وشكل رحيله خسارة فادحة لا ولن يمكن تعويضها في ظل هذه الفقدانات المتتالية لعمالقة الابداع العراقي مسرحيا، وسينمائيا، وتشكيليا، ودراميا، وأدبيا وغيرها، لكن العزاء في هذه الكفاءات والقدرات الابداعية التي صقل مواهبها ونحتها بروحه، وعقله، وابداعه، فحافظت على الاصالة والمعاصرة والتجدد، في تواصل مع عمق وصلابة وأصالة الجذور التي بني عليها المشهد الثقافي والفني عامة، والمشهد المسرحي خاصة. ولعل الباحث في سفره الابداعي الممتد طويلا، والمطرز بأحرف من نور، يكتشف كل هذه الاضاءات الوهاجة لهذا الفنان البارع، والمربي الفاضل، والمعلم الأصيل، والمخرج المبدع، يجده قد بنى مسيرته بعصامية واضحة، لم يداهن، ولم يجامل، ولم يهن، ولم يضعف، ولم يكتف بموهبته، فمزجها بالدراسة الاكاديمية الى أعلى مراحلها داخل العراق وخارجه، ليؤصل تجاربه، وينقلها بروحه العراقية الاصيلة الى الخشبة، والشاشة الصغيرة والكبيرة، بإبداعات وبأدوار كبيرة، مازالت شاهدة على مستوى وعمق وأصالة ما قدمه، حيث ستظل راسخة في ذاكرة الاجيال .
على صعيد المسرح، عمل عضوا في (فرقة المسرح الفني الحديث) عام 1966م وفي المؤتمر التأسيسي لاتحاد المسرحيين العرب – دمشق عام 1976م، وفي مهرجان أَفلام وبرامج فلسطين عام 1973، كما عمل رئيسا لقسم الدراما في إذاعة بغداد عام 1974م، وشغل وظيفة معاون عميد كلية الفنون الجميلة عام 1986م، ورئيس قسم الفنون المسرحية عام 1986.
وأكاديميا حصل خليل على لقب الأُستاذية 14/2/1994 وأصبح عميدا لكلية الفنون الجميلة – جامعة بغداد(20/10/1993-28/8/2001، وعميد كلية التربية الفنية/رئيس مجلس كلية التربية الفنية – جامعة بابل. وأَشرف على (38) رسالة ماجستير، و (35) رسالة دكتوراه، وناقش أَكثر من (65) رسالة ماجستير ودكتوراه.
وتولى مهمة المدير المفوض لشركة بابل للإنتاج السينمائي والتلفزيوني لعام 1992/1993ورئاسة تحرير مجلة (الأَكاديمي) الخاصة بالترقيات العلمية منذ عام 1993م، وحتى 28/8/ 2001م. وأَسَس كلية الفنون الجميلة في اليمن – جامعة الحُديدة عام 1998- 1999، وكان أَول عميد لها، وترأس تحرير مجلة (فن) القُطرية – تأَسست عام 2000 – 2001 وأسس وأشرف على ملحق (المسرح) الصادر عن جريدة (الصباح الجديد) .
حاز على العديد من الجوائز و الشهادات التقديرية في عديد المهرجانات المحلية، والعربية، والدولية، وتولى رئاسة وعضوية لجان التحكيم في معظمها، وأخرج ما يٌقارب العشرين عملاً مسرحياً، ومثّل ما يُقارب ثلاثين مسرحية، ومثّل للسينما أفلاماً روائية زادت على عشرة أفلام، ونشر العديد من البحوث، ومن أعمالهِ الفنية الأخرى مثَّل ما يقارب 300 ساعة تلفزيونية، وكتب لقناة ألـ ( L.B.C ) اللبنانية عدداً من حلقات برنامج ( كبارنا ) عن الفنانين العراقيين الكبار أمثال جواد سليم، وفائق حسن، والموسيقار منير بشير، وهو برنامج يتحدث عن حياة الفنانين العرب الكبار في عموم الوطن العربي، الذي كان من أبرزهم ألقا وتوهجا ابداعيا شاملاً .

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة