الوطن والمواطنة ..تحديات وشبحية أفق غامض !

منذ القدم والحروب تلعب دورا كبيرا في تغيير ديموغرافية المناطق ,والهدف منها سيطرة الدول الأقوى نتيجةالطمع في توسيع الحدود ,فرض السلطة والهيمنة على الأراضي ,والوصول إلى الذهب الأصفر أو الأسود الدفين والسيطرة على منابع المياه التي أصبحت تضاهي البترول بأهميتها.
شهدت الأرض حروبا مدّمرة وطويلة الأمد ،اختلفت أساليبها من الزمن الماضي إلى زمننا الحاضر، حيث كانت تقتصرعلى العمليات العسكرية , اما الان نشهد حروبا الكترونية ,وحروب نفسية,واقتصادية وأهلية ترهق الشعوب.حتى دوافع الحروب اختلفت فهناك الحروب الاقتصادية والاستيلاء على الأراضي وخيرات البلاد,ودوافع سلطوية للسيطرة بهدف توسيع الحدود ,عداك عن الدوافع الدينية لنشر عقيدة او تأسيس دولة على حساب دول منهزمة من دون التطّلع الى حقوق الشعوب الخاضعة لسيطرتهم.
من رحم الحروب تولد تقسيم الدول العربية لتتحول إلى دويلات اثينية ودينية مختلفة ،يسهل التحكم بها وتجزئتها وتفكيكها لتصبح لقمة سهلة أمام أطماع الدول الاستعمارية الغربية ,ففي اطار عالم عربي مقسم إلى دويلات ،ضعيفة البنية مسلوبة الإرادة يهمش تاريخها وتلغى ثقافتها وتهدّم حضارتها ليتوقف التاريخ عندها, تضعف من بعدها ارادة الشعوب لتنقاد وتنصاع بسهولة لزعمائها، الذين يتلقون الأوامر من الغرب ويتبعون سياساتها الخارجية.
هناك أقليات تخاف على مصيرها وسط الفوضى الموجودة ،لذلك تبدأ بالمطالبة باستقلالها خوفا» من الذوبان وسط حروب أهلية مقيتة مميتة تضعف البلاد وتقتل الحياة الثقافية وتفقد ثقة المواطن بالدولة التي فقدت ديمقراطيتها،مما ينتج نظم إرهابية وفوضى عارمة تنهش من واقع البلاد وتتركها مهمشة وضعيفة.
هناك مخاطر إنسانية نواجهها في بلداننا العربية ،خاصة في مجال الصراعات المسلحة، فثمة تحديات تواجه الاستقرار الامني الإنساني وتهديدات داخل الوطن مسبباتها غياب سلطة الدولة ،وعدم الانتاج المحلي لتحسين الاقتصاد ،مما يؤدي الى وقف النمو الاقتصادي الذي لا يتناسب مع زيادة معدلات النمو السكاني مما يساعد على كثرة البطالة التي تخلق أزمات أخرى أساسية كالمياه والكهرباء والغذاء وانتشار الاوبئة.
نتساءل هل الهدف من الحروب هو إقامة العدل والسلام، ام فرض هيمنة الدول الكبرى على الدول الضعيفة بنشر الظلم وكبت الحريات وكثرة الإعدامات ونهب الخيرات وإفساد الشعوب عداك عن التهجير والتجويع، وترك البلاد تتخبط وسط فوضى داخلية في جو محقون بالطائفية لا تنتهي إلا بالزوال.
ايمان عبد الملك

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة