وداعاً مهدي الحافظ أيها المعلم العراقي الكبير

لا تليق الكلمات المألوفة في قاموس العزاء بقدر الراحل الفقيد ، فقيد صحيفتنا والملايين من العراقيين ولا بهيبته وقامته وتأريخه . اريد ان اشدد على ان الفقيد ابا خيام هو وتد اساسي في خيمتنا المتواضعه ، فنحن نحكي معه كل يوم ونستشيره في شؤوننا العامة والخاصة ، في السياسة كما في الإقتصاد والثقافة .
معك يا ابا خيام كنا نعرف جهات كثيرة غير الجهات الاربع ولكننا ايضا عرفنا مكاننا وصداقاتنا وخصومنا في الداخل العراقي وفي الخارج . اليوم نشعر بغصة ونحن نتحدث عنك بوصفك غائباً عنا وعن عشرات المفكرين والسياسيين والنواب والقادة السياسيين ، هؤلاء الذين كنت قادراً على جمعهم في غضون شديدة القصر فيأتون الى معهد التقدم وهم مستبشرون ومفتوحي العقل والقلب . وكنا في الصباح الجديد ننتظر كل ما ينشر وما يستكمل من وثائق او نصوص . وشعرنا طيلة سنوات رفقتنا لك اننا مميزون بطريقة رفيعة ومشرفة . فما ننشره الى القارئ العراقي يصب في قلب مصلحته ويمس جوهر تساؤلاته ومصالحه وهذا جوهر الوظيفة الصحفية السليمة والمهنية والمسؤولة .
ستغيب عنا اذن يا ابا خيام وسنفتقدك في الأيام المقبلة وعزاؤنا انك رحلت والعابثين بمستقبل العراق قد رفعوا رؤوسهم بعد ان خفضت الجماعات الارهابية رؤوسها وانهزمت بفضل مواقف المقاتلين الابطال الذين انتقموا لكرامتهم من الدواعش ونكلوا بهم وخفضوا رؤوسهم ومرغوا انوفهم بالتراب . وها نحن نتحشد لمواجهة الخطر الانفصالي الجديد .
سنقوم بعملنا وانت وافكارك حاضرون في وجداننا وكتاباتك ومساهماتك وتحذيراتك حول المقتربات الخاطئة ، وتلك السليمة ، في مجالات الإقتصاد والتخطيط والإصلاح بكل فروعه واشكاله منهجا نهتدي به ونستقرؤه . وانت تعرف في ابديتك كم سنحزن عليك وكم سنرتبك لاننا فقدناك .
اسماعيل زاير

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة