نصوص أديب كمال الدين

* حياتي حياتي!
***********
سقطتْ ورقةٌ من الشجرة،
تلكَ كانتْ حياتي.
هبطَ الطائرُ والتقطَ بمنقاره تلكَ الورقة
وعادَ ثانيةً إلى أعلى الشجرة.
كانتْ الشجرةُ عاليةً جدّاً
وملساءَ الساقِ حدّ اللعنة.
الطائرُ لا يفتحُ فمَه لأحيا أو لأموت،
الطائرُ لا يكفُّ عن رَفْرَفهِ جناحيه،
الطائرُ لا يأبهُ لي أبداً
وأنا أبكي أو أضحكُ أو أصرخ : حياتي حياتي!

* قطعة شمس
**********
قربَ حافّةِ النهر
قرأتُ قصائدي بعينين دامعتين
لفتيةٍ يحترفون هرطقةَ الشِّعْر
أو يحترفون، ربّما، هرطقةَ التأويل.
كانَ لساني، فقط، يقرأُ حرفي بهدوء مُمَنهَج
وهم يُصفّقون أو يبتسمون في هدوء غريب.
أمّا قلبي فقد قفزَ إلى النهر
يبحثُ عن قطعةِ شمسٍ
سقطتْ ذاتَ حياة
وسطَ أمواجه العجيبة،
يبحثُ ويبحثُ ويبحثُ
وهو يعرفُ أنّه لن يجدها
ولن يجدَ سرَّها : سرَّ صباه البعيد
ولو أنفقَ في بحثه عمرَ نوح.

* صوت مُبصِر
**********
الطفلُ الأعمى
يغنّي في الشارعِ بصوتٍ مُبصِر.
كانَ الناسُ مُندهشين، مَذهولين
بالصوتِ العذبِ الآتي من أعماقِ الطفل.
أمّا أنا فقد كنتُ أغنّي مع الطفل
بقلبٍ أعمى
وأذنين مُبصِرتين.

* مقارنة كلكامشيّة
*************
محظوظٌ أنتَ يا كلكامش
فصاحبُكَ أنكيدو ماتَ في حياتِك،
أما أنا فصاحبي أنكيدو
حيٌّ لا يموت!
وصراعي معه حيٌّ لا يموت!
ومحظوظٌ أنتَ
لأنَّ أفعاكَ ابتلعتْ عُشبةَ الخلود
وتركتكَ، على الأقلِّ، طليقاً.
أما أنا فأفعاي تراقبني ليلَ نهار
لتبتلعني.
نعم لتبتلعني،
بعد أنْ وجدتْ
أنْ لا عُشبة خلودٍ عندي
ولا هم يحزنون!
***********
www.adeebk.com

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة