استياء شعبي إزاء التشدد
ديالى – علي القيسي:
كشف مصدر محلي في محافظة ديالى بأن “مسلحين قاموا باختطاف مدني واحرقوا سيارته على خلفية وجود صورة لفنانة عربية مشهورة على زجاجها الخلفي شمال شرق بعقوبة”، مشيراً الى ان “المسلحين اوقفوا شابا يقود سيارة حديثة في ناحية السعدية (60 كم شمال شرق بعقوبة)، وقاموا بالاعتداء عليه بالضرب المبرح واحراق سيارته، بسبب وجود صورة لفنانة عربية مشهورة على زجاجها الخلفي”.
واضاف المصدر ان “منع الصاق صور الفنانين والفنانات لم يتوقف على المركبات بل تعداها الى صالونات الحلاقة الرجالية حيث تم حرق صالونين للحلاقة لعدم التزام اصحابها بهذه التعليمات”.
الى ذلك، أكد الخبير الأمني جليل الربيعي لـ “الصباح الجديد”، أمس الأثنين، ان “منع الصاق صور الفنانات وايضا ابيات من الشعر يعد تطبيقا عمليا لمبادئ الدين المتشدد الذي ينتهجه تنظيم داعش وهو تجاوز صارخ للحريات الشخصية”، لافتا الى ان “هناك استياء شعبيا في صفوف اهالي المناطق التي يسيطر عليها التنظيم نتيجة تصرفاته وتوجهاته التي حولت الحياة في هذه المناطق الى جحيم لا يطاق”.
وأوضح الربيعي ان “تنظيم داعش يسعى من خلال فرض افكاره المتطرفة الى بناء حواضن داعمة توفر له المأوى والاستمرارية”.
في المقابل، يذكر المواطن ابو اسعد لـ “الصباح الجديد”، ان “مخاوف اصحاب المكتبات من بطش التنظيم الارهابي المسلح دفعهم الى ازالة كل الصور وابيات الشعر التي تروج للعديد من القضايا والامور الثقافية والادبية، بعد التهديدات التي اطلقها التنظيم بفرض عقوبات رادعة لكل من يخالف التعليمات التي اصدرها بهذا الشأن”.
واوضح ابو سعد ان “التنظيم يحاول من خلال الاعمال المتطرفة ان تكون كعامل ضغط عليهم للتعاون معه وتحويلهم اشبه بالعملاء لمعرفة تحركات القوات الامنية من خلال احاديث الاهالي والمواطنين وتحويلها الى صالحه”.
ويذكر المواطن ابو مثنى ان “أغلب سائقي السيارات في ناحية السعدية تركوا عملهم خلال الاسابيع الثلاثة الماضية بسبب خوفهم من سياسة فرض المفاهيم المتطرفة على الواقع الاجتماعي”، مبينا ان “الاعمام الاخير للتنظيم عن صور الفنانات والفنانين وابيات الشعر يمثل بداية لمرحلة قندهار ديالى”.