شهدوا حالات “التسليب” ليلاً ولم يتسلموا رواتبهم لاشهر
بغداد – سها الشيخلي: التقت “الصباح الجديد” النازحين من محافظة نينوى وقراها، والمتواجدين حالياً في محافظة كربلاء، النازحين الذين تركوا منازلهم وأغلب ممتلكاتهم، تحدثوا عن معاناتهم، في قطع المسافات الطويلة مشيا لكي يصلوا الى اربيل، ولينتقلوا بعد ذلك الى عبر الطريق البري الى كربلاء.
وذكر النازح مهند رضا حيدر (34 عاماً) في حديث أجرته “الصباح الجديد”، أمس الأثنين، انه “كنا نسكن في ناحية النمرود التابعة لقضاء الحمدانية في محافظة نينوى، وعند احتلال الموصل من قبل عصابات داعش، قامت هذه المجاميع بانتهاكات لابسط حقوق الانسان من قتل وتهديد ما جعلنا نغادر الناحية متجهين الى قرية ( كلي لبن ) وهي قرية كردية، وكان ذلك قبل يومين من حلول شهر رمضان المبارك وكنا مجموعة من الاطفال والاخوة والنساء”.
وأوضح حيدر “سرنا مشياً على الاقدام في حالة من الخوف والذعر قصدنا في البداية مدينة اربيل، ومكثنا فيها يوما واحدا بعدها قصدنا محافظة كربلاء عن طريق البر، وهو طريق خانقين زرباطية وبدرة وجصان في محافظة الكوت ومن ثم قصدنا كربلاء وكان الطريق البري لا يخلو من المخاطر ووجدنا سيارات واطفالاً تعرضوا الى عمليات سلب ونهب في الطريق من قبل عصابات مسلحة”.
وأشار النزاح الى انه “وصلنا الى كربلاء ومنذ ثلاثة اسابيع نحن في كربلاء ووجدنا كرم الضيافة واللقاء الحسن من قبل الجميع وتم اسكاننا في مدينة الحسين والتي تسمى بمدينة الزائرين والاخوة في كربلاء مشكورين يقدمون لنا الطعام والسحور والفطور بشكل جيد”، منوهاً الى ان “المرجع الديني الاعلى السيستاني قدم منحة مالية قدرها 50 الف دينار لكل فرد، وكذلك مبلغ 100 الف دينار لكل عائلة عوضاً عن مفردات البطاقة التومينية”.
ويؤكد النازح مهند انه “لم يتسلم لحد الان المنحة المالية التي قالوا انها مليون دينار، ولم يزرهم اي مسؤول او نائب لتفقد احوالهم ما عدا وكيل وزارة الهجرة والمهجرين”، مشيراً الى أنه “تم عزل النساء عن الرجال في قاعات منفصلة ولا نرى عائلاتنا الا في الليل، وقالوا لنا انهم سيجدون لنا الحل بعد عيد الفطر”.
من جهته، يذكر النازح فيصل محمد (42 عاماً) وهو موظف في مديرية زراعة نينوى “لدي عائلة مكونة من 11 شخصاً، وتهجرنا من مدينة الموصل بتاريخ 26/6 وكان القصف على اشده، حيث تركنا المدينة هربا من الاحداث الدامية التي شهدناها وسرنا مشيا على الاقدام الى قرية برطلة وبقينا هناك ساعات ثم سلكنا الطريق البري الى خانقين ثم زرباطية وبدرة وجصان وكنا لا نحمل معنا سوى هويات الاحوال المدنية ، وصلنا بعد معاناة الطريق الطويل الى كربلاء ومنذ 16 يوما ونحن في كربلاء نقيم في مدينة الزائرين واهل المدينة يقدمون لنا السحور والفطور مشكورين ومعاملتهم لنا جيدة جدا”.
وأوضح النزاح أنه “لم يزرنا اي نائب او مسؤول لتفقد احوالنا مع اننا ذهبنا لانتخابهم في ظروف قاسية”.