الخال وابن اخته

زعموا ان فتى مات ابوه قبل ان تكتحل عيناه برؤيته , عاش الولد في كنف امه وخاله , كبر الفتى وذات يوم طلب من امه ان تدله على مهنة ابيه ليحترفها , ترددت الام لهذا الطلب , لكنها في النهاية رضخت لالحاح الفتى , قالت له , كان اباك ياولدي مزارعا مقتدرا جدا , لكن جفاف الولاية وعدم هطول الامطار جاء على المزروعات وماتت , لم يصدق الولد هذه الحكاية , فالولاية ومنذ ان فتح عينه على الدنيا هي غزيرة الامطار , ذهب الى خاله واستحلفه بكل مالديه من عزيز ان يدله على مهنة ابيه ليحترفها , قال له الخال ان اباك كان نجارا وهو اول من صنع كرسيا , جراء هذا الصنع ذبح الاب واختفى الكرسي , لكن بعد ايام وجد ان احدهم يجلس عليه ويامر وينهي بامر الناس ولا يستقيم في حكمه , ذبح الرجل واختفى الكرسي بعد فترة , ثم ظهر بعد ايام ان رجلا اخر يجلس عليه ويقوم بافعال شنيعة تفوق افعال الذي قبله , وهكذا ظل هذا الكرسي يدور ويتسبب في ذبح كل من حاز عليه , اضاف الخال في حكايته عن والد الفتى , بان لهذا الكرسي سحر عجيب , انه يحول كل من يحوز عليه الى لص محترف , ذات يوم طلب الفتى من خاله ان يذهبا الى البستان لصيد الحمام , رضخ الخال لطلب ابن اخته واخذه من ساعته الى البستان , كان بستانا عظيما وجميلا , لكن الملاحظ في الامر ان جدرانه كانت متصدعة ويدخله كل من هب ودب واكثرهم لصوص , قال الخال للفتى بعد ان تقدما من شجرة عالية , انظر يابني , في اعلى هذه الشجرة يوجد عش حمامة وتحتها بيضتان , عليك ان تصعد وتجلب الحمامة والبيضتان , امتثل الفتى بفرح لطلب خاله وصعد بسرعة , جلب الحمامة والبيضتان , نزل مسرعا واراد ان يضع صيده بين يدى خاله , لكنه لم يجد الصيد في عبه , حار في الامر وابتسم الخال وقال للفتى , بينما انت تصعد النخلة تبعتك , واثناء نزولك سرقت منك الصيد دون ان تدري , ضحك الاثنان وعادا الى البيت , في البيت مد الخال يده الى عبه ليخرج الصيد لكنه لم يعثر عليه , حار في الامر , نظر الى ابن اخته رآه مبتسما , مد يده الى عبه واخرج الصيد وقال لخاله , الم يقولوا ( ثلثين الولد على الخال ؟ ) ,, اجاب الخال , ياللكرسي اللعين , لقد حول اهل هذه الولاية الى لصوص , كانت الام تتطلع من شباك غرفتها الى مايجري وتعلو وجهها ابتسامة صعب تفسيرها الى الان ..

يقول رجل المسرح مايرهولد عن شجرة تخاطب عنزا : حتى لو اكلت جذوري ايها العنز , فسوف ياتي اليوم الذي يصنعون فيه من اوراقي اكليل غار ليضعوه على راسك المذبوح …

مقداد عبدالرضا

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة