(الرحلة) يحلق عالمياً عبر مهرجان تورنتو السينمائي

ضم وجوهاً جديدة للسينما العراقية
الصباح الجديد – عبد العليم البناء:
أعلن المركز العراقي للفيلم المستقل بالتعاون مع شبكة الاعلام العراقية، عن اختيار الفيلم الروائي (الرحلة) لمهرجان تورنتو السينمائي الدولي(كندا) لسنة ٢٠١٧، في أول عرض دولي للفيلم.
ويعد مهرجان تورنتو السينمائي من أهم المهرجانات العالمية، حيث يصنف في الترتيب الثالث لقائمة أفضل المهرجانات بعد مهرجاني كان، وبرلين. وتعد مشاركة الفيلم الروائي الطويل (الرحلة) للمخرج محمد الدراجي في هذا المهرجان، البوابة السينمائية الجديدة للمركز العراقي للفيلم المستقل لهذه السنة.
وتدور قصة الفيلم حول سارة ذات الثلاثة والعشرين ربيعا، والتي تحاول الدخول الى محطة قطار بغداد بصورة غريبة في أول ايام عيد الفطر، وتخفي نفسها بين زحام المسافرين داخل الصالة الكبيرة للمحطة، من اجل فعل شئ غريب وسط المسافرين، لكن الزمن يتوقف، حتى تجد نفسها مدركة هموم بعضهم والتعايش معهم، هل أصبح الوقت متأخرا لترفع سارة إصبعها عن صاعق التفجير، قبل انهاء حياتهم بلحظات من دخولها صالة المحطة.
صور الفيلم سنه ٢٠١٦ في بغداد، وكانت المراحل الاخيرة لاكماله في مختبرات فرنسا (البوست برودكشن)، حيث تم انتاجه من قبل بريطانيا، وهولندا، وفرنسا، والعراق. ويعد دخول شبكة الاعلام العراقي في الانتاج المشترك للافلام سابقة خير للسينما العراقية، ولتأريخ الشبكة.
الفيلم يحمل وجوها جديدة ستظهر للمرة الأولى في السينما العراقية، من ضمنهم الإعلامية الشابة زهراء غندور، وأمير علي، وعارضة الأزياء إيمان اللعيبي، وحنين رعد، والموسيقار علي الخصاف وفرقته، واختير سيف العبيدي ليكون مصمم ازياء فيلم (الرحلة).
محمد الدراجي ومجموعته السينمائية هم اصحاب اليد الطولى في صناعة السينما العراقية الجديدة بعد ٢٠٠٣، حيث أنتج أكثر من عشرين فيلما طويلا، وقصيراً، ووثائقيا، وأخرج خمسة افلام طويلة كان سادسها (الرحلة). شاركت هذه الافلام في أكثر من ٥٠٠ مهرجان عالمي، وحازت على ١٠٠ جائزة سينمائية عالمية وعربية، تكللت بحصول الدراجي على جائزة أفضل مخرج بالشرق الاوسط حسب استفتاء مجلة فارايتي العالمية عام ٢٠١٠، عن فيلمه ابن بابل، ووزعت الافلام في كثير من دور العرض السينمائية في العالم.
أنتج وعرض المركز العراقي للفيلم المستقل هذه الأفلام، في الوقت الذي تعاني فيها المؤسسات الحكومية من التقشف المالي بسبب الأزمات الإقتصادية، وهذا ما يؤكد نجاح التجربة الإنتاجية المستقلة التي ينتهجها المركز، وهي دعوة يطلقها لمؤسسات الدولة الثقافية لفتح باب التعاون المثمر، والاستفادة من التجربة السينمائية التي يعتمدها المركز لتوازي مثيلاتها في المنطقة.
الجدير بالذكر أن المركز السينمائي العراقي المستقل مقره في بغداد، حيث يعد مدرسة للسينمائيين ومحبي هذا الفن الرائع، ويجمع بين الرؤية العالمية الحديثة للسينما، والرؤية العراقية للنهوض بواقع السينما العراقية، من ناحية الإنتاج، والتعليم، والنواحي الأخرى لملامح الفيلم العراقي الناجح.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة