لن تشتعل حرب بين بيونغ يانغ وواشنطن

بعدما صدمته الحرب العالمية الاولى الموصوفة بحرب الخنادق خرج علينا العالم النفساني سيغموند فروي بنظرية مفادها ان السلم لن يسود العالم ما دام الانسان تتنازعه غريزة الموت والعدوان ,وكما ترون ان الرئيس الجمهوري الاميركي لم يمض عليه عام واحد وهو في المكتب البيضوي في البيت الابيض في العاصمة واشنطن حتى راح يهدد البلدان بشن الحرب عليها بدعوى انها تشكل خطرا على الامن القومي الاميركي ورفع شعار يقول للبلدان التي تسعى الى ان تصبح محترمة لا ترفعوا رؤوسكم لان لا تصبح زجاجا فتلة الكابيتول لا تستقبل سوى الجبال المحطمة.
ولجأ مجلس النواب الاميركي الى اقرار اوسع عقوبات بالتاريخ بحق روسيا وايران وكوريا الشمالية بحجة انها ترعى الارهاب والارهابيين وجاء رد كوريا الشمالية سريعا اذ هددت الولايات المتحدة بما وصفته ببحر من اللهب فوق الخيال ومع ذلك وجدنا وزارة الخارجية الاميركية تعول على الحلول الدبلوماسية في الازمة الكورية الشمالية وهناك من يرى ان كوريا الشمالية اصبحت تعاني من البارانويا وهي عقدة الاضطهاد وهي تجد نفسها محاصرة ببلدان تسعى الى تحطيمها فلا تجد يونغ يانغ خيارا آخر سوى اللجوء الى انتاج الاسلحة البالستية والاستراتيجية حتى كاد شعبها يموت جوعا لولا المساعدات التي قدمتها بلدان الاتحاد الاوروبي ومع كل هذا التصعيد انه من المرعب نجد الرئيس الاميركي دونالد ترامب كوريا الشمالية بما وصفه بنار وغضب لم يشهدهما العالم .
كما نعلم ان الولايات المتحدة الاميركية لا تقبل بأحد يهددها بعقر دارها فقد سبق للامبراطورية اليابانية ان ارتكبت حماقة عندما قصفت السفن الاميركية الراسية في برل هاربر فلجأت اميركا الى القاء قنبلتين هايدروليتين على كل من مدينتي هيروشيما وناغازاكي ومع ذلك يرى مراقبون ان هذه المناورات ما هي الا استعراض عضلات لاضهار القوة العسكرية فكيف يمكن ان نتصور الولايات المتحدة ان تسمح لدولة مثل كوريا الشمالية بضربها وهي التي تمثل اكبر دولة عسكرية واقتصادية في العالم فالاحرى في كوريا الشمالية ان تعيد جنودها الى سكناهم وعدم اللجوء الى سياسة الاستبزاز التي تشجعه عليها الصين الشعبية التي اصبحت قوة اقتصادية عظيمة باتباعها سياسة اقتصادية مكونة من الماركسية المنقحة والكونفشيوسية واقامة مناطق حرة تتبع فيها اسلوب الانتاج الجمعي الرأسمالي .بالتأكيد ان الرئيس دونالد ترامب الملياردير حريص على مصالح اصحاب مصانع انتاج الاسلحة البالستية والاستراتيجية وهو حريص اكثر ان يرى اصحاب المصارف في وول ستريت راضين عنه وما هذه المواجهة النووية بين يونغ يانغ وواشنطن الا استعراض للقوة ولا يرى مراقبون ان حربا ستشتعل بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية لان معنى ذلك اذا قامت الحرب فان العالم كله في جحيم اقسى من جحيم دانتي فالاحرى بالرئيس الاميركي ان يولي عناية بمشكلات اميركا الداخلية خاصة قد ازداد عرض الوضائف للاميركيين العاطلين عن العمل فيمكن القول ان هذه المواجهة النووية بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية ما هي الا لاشغال الاعلام ومن يتابع الاخبار الدولية.
صادق باخان

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة