رسالة حياة ..في ظل واقع عربي مرير!

تبدأ الحياة بنحيب طفل مظلوم يبكي على واقع مرير وجد فيه بغير ارادته، من المؤكد انه يشعر بخوف ورهبة من مشاق طريق الحياة التي فرضت عليه ولا مفر له من الهرب، ليبقى يتخبط وسط الفوضى التي ترهقه نتيجة التجارب ويتبعه الحظ العاثر ليصل في آخر المطاف الى حافة النهاية المؤلمة …» حقا» انه لبئس المصير».
مرحلة الطفولة جميلة ،لكن هناك معايير مختلفة داخل البيوت وذلك حسب البيئة التي يتواجد فيها الفرد ،فالعائلة هي التي تحدد سعادة الطفل او معاناته بمقدار الوعي الموجود وحسب الوضع الاجتماعي والمادي. لتأتي من بعدها مرحلة الشباب ،يتخبط الشاب بمهامها الصعب خاصة من تعاكسه الظروف ويفتقد الكفاءة العلمية والمادية، أوالتواصل الكفوء مع المستويات الاجتماعية التي تساعده على المرور بسلام داخل معترك الحياة ، يضيع بعدها وسط مجتمع اناني ظالم ،تتملكه الحيرة ،والسعى الدؤوب لتأمين مستقبل زاهر متمنيا» الوصول الى الغاية من دون أن يصدم بحواجز تحبطه، خاصة في بلد تملؤه الفوضى و يعاني المواطن بداخله الامّرين لكثرة المتاعب التي تقع على عاتقه مما تجبره على تنظيم قاعدة حياته «من مسؤولية تأمين المياء ،والكهرباء ،والمواصلات ،والسكن والطبابة» يتحمل أعباءها وحده من دون مساعدة الدولة ، تجعله يتقهقر امام الصعوبات ، ويُحرم من جمال وبهجة هذه السنين ليجد نفسه على مشارف نهاية عمر الشباب
يصل المرء من بعدها الى مرحلة الكهولة بعد أن أعيته مراحل الحياة السابقة، ليعاود مراجعة دفاتره القديمة ،يلاحظ بأن اولاده على مشارف عمرالزواج، لتبدأ المعاناة مع مسؤولية جديدة، يتحملها على مضض ليخفف بها اعباء فلذات كبده ،خوفا من ان تظلمهم السنين كما ظلمته ، يعاود الكرّة ويغرق بالهموم والديون من جديد.
بالرغم من تعب السنين والمأساة التي هدت عزيمته، والدور الذي أداه اتجاه عياله، تباغته الشيخوخة لتظلم مسيرته، لكننا نجده بطيبة خاطر يشكر الخالق على السعادة التي قدمها باتجاه من احبهم من دون درايته بأنه خسر عمرا» بأكمله وهو يعاني الأمّرين ليسعد غيره قبل الوصول الى النهاية المحتومة التي يستريح فيها نهاية المطاف.
انها مراحل الحياة بواقعها الاليم ، نمر فيها جميعا» البعض يتألم وتكون طريقه مليئة بالاشواك ، والآخر يعيش برفاهية ويتعالي عن كل الناس ، لتبقى الطبقية موجودة وتكون هناك معاناة بشرية ، اناس تظلم واناس تعاني الأمرين نتيجة تهجير وتشريد وحروب غير متناهية، تفتعلها بلدان كبرى لترتقي على حال بلدان ضعيفة مشرذمة ، تهب ثرواتها وممتلكاتها من دون ان تهتم بحماية الوطن والمواطن على اختلاف طوائفه من الفوضى والدمار.
ايمان عبد الملك

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة