زوجة المرحوم

ليست قصة مسلسل عربي او تركي او هندي بل هي واقع تعيشه مئات النساء في العراق، وهنا لا تعرف او تستطيع ان تميز بين الضحية والجلاد لكونها مصيبة امرأة تقع على عاتق امرأة أخرى في ظل اتساع دائرة الموت وان تعددت اسبابه فهو الحقيقة الثابتة عند ملايين الارامل والمطلقات وجيوش الايتام التي يتركها الموت خلفه.
وما يزيد الوضع تأزماً ان النسبة العظمى من الارامل تتراوح اعمارهن بين 16 – 30 عاماً ، ولديهن من طفل الى خمسة أطفال ، مما يتطلب رعاية كاملة وهذا امر مفقود في ظل غياب الاب والمعيل مما يضطرها او يضطر ذوي زوجها ان يجبروها على الزواج بأخ المرحوم الذي هو ايضاً متزوج ولديه عائلة لا يقل عدد افرادها عما تركه اخوه ،ليحاولوا حل مشكلة بمشكلة أعظم ، اذ لا توجد امرأة تقبل ان يقترن زوجها بأخرى مما يدفعها الى طلب الطلاق والانفصال مما يؤدي الى هدم اركان اسرة على حساب اسرة أخرى ، وهناك قلة ممن يرتضين بهذا الوضع بسبب الاوضاع الاقتصادية وعدم قدرتها على التخلي عن ابنائها أو توفير العيش الكريم لهم .
وهناك من ترفض الزواج بعد وفاة او استشهاد زوجها الا ان ذوي الشهيد او المتوفى يهددونها في حال رفضت الاقتران بأخ المرحوم فسيحرمونها من ابنائها ومن كل حقوقها التي كفلها لها القانون والشرع في ظل تسيد روح العرف والجهل على المشهد الاجتماعي لشتى الشرائح التي باتت تقدس العرف على حساب الشرع والقانون.
وهنا لا اقول ان الزواج بأخ المتوفى حرام أو عيب ولكن ما يبنى على اساس خطأ من السهل ان يتهدم وينتهي قبل ان يتجاوز خطواته الاولى.
فحماية حقوق الارملة ليس بالشيء الصعب في حال اعتمدنا الشرع ومنحناها هي وابناءها حقهم الكامل من دون ان نبخسهم ولو مثقال ذرة نكون بذلك حافظنا على اسرة وحمينا اسرة أخرى من الضياع والتفكك بحجة رعاية ابناء المرحوم وزوجتهِ.
زينب الحسني

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة