صادق باخان
كاتب عراقي
هل يمكن للمراقب ان ينظر الى المناورات العسكرية المشتركة المصرية_الاميركية في مياه البحر الاحمر على انها فصل من سيناريو تشكيل ضغط على كل من ايران وروسيا ؟ وهذا ليس من باب التنجيم او قراءة الفنجان مع اننا نعلم ان الهدف المعلن من اجراء هذه المناورات هي لمحاربة الارهاب والارهابيين بعدما تمكن العراق من سحق تنظيم داعش في الموصل ويسعى الى تدميره في تلعفر, ويقال ان داعش يفكر بحمل بقاياه وفلوله والرحيل الى جهة الفلبين بدليل انه قبل عامين وفي اثناء فعاليات قمة الامن الاسيوي السنوي المعروفة ب(حوار شنغر بلا ) والتي عقدت في سنغافورا حذر رئيس وزراء سنغافورا الحضور بقوله ان جنوب شرق اسيا منطقة رئيسة لاستقطاب مقاتلي داعش
اجل ,لقد عاد الشرق الاوسط الى سياسة اقامة المحاور مثلما حصل في خمسينيات القرن الماضي عندما لجأ الرئيس الاميركي الجنرال دوايت ايزن هاور الى اقامة محاور واحلاف بين الانظمة الملكية لكل من ايران والعراق والاردن فماذا يفهم يا ترى اعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب باقامة المحور الجديد المكون من المملكة العربية السعودية ومصر والاردن ومن بلدان مجلس التعاون الخليجي وهي ملحقات بهذا المحور ؟ اليس هو موجها ضد ايران وروسيا خاصة ان الدب الروسي يسعى للعودة الى المياه الدافئة من خلال البوابة السورية وتعلم الولايات المتحدة الاميركية ان ايران تحمل بيدها اوراقا خطيرة يمكنها بها اولا غلق مضيق هرمز الذي تمر منه اكثر من اربعين بالمئة من نفط الخليج الى بلدان الاتحاد الاوروبي واليابان كما ان ايران تستطيع باشارة منها تحريك حزب الله اللبناني للقيام باعلان الحرب على اسرائيل وقذفها بصواريخ كاتيوشا مثلما حصل في العام 2006 واستمر القتال لمدة عشرين يوما واسرائيل لا تتحمل ان تخوض في حرب طويلة الامد وانما تعتمد على الضربة الخاطفة مثلما حصل في العام 1967 عندما احتلت صحراء سيناء في مصر ومرتفعات جولان في سوريا والضفة الغربية في الاردن كما تستطيع ايران من استعمال ورقة الحوثيين في اليمن لتهديد حدود المملكة العربية السعودية ولكن القيادة الايرانية حريصة على عدم اللجوء الى الانفعال والانجرار الى خوض الحروب فقد نالت ما نالت من دمار وانهيار اقتصادي جراء قيام الرئيس العراقي صدام حسين بشن الحرب عليها في العام 1980 بدليل ان وزير الخارجية الايراني الاسبق كمال خرازي والمستشار للسيد خامنئي قال بان ايران مستعدة لاجراء الحوار مع المملكة العربية السعودية لحل الخلافات بين الرياض وطهران
بالتأكيد ان منطقة الشرق الاوسط لم تعد تحتمل الخوض في الحروب فقد نالت ما نالت من كوارثها حتى ان قضية فلسطين لم تعد تحتل العناوين الكبيرة في الصحافة العربية والدولية وانما تحتاج الى الاستقرار والاطمئنان لتبدأ باعادة اعمار بلدانها لكي تتمتع شعوبها بالرفاهية والعيش الرغيد وما على الرئيس الاميركي الجمهوري المهووس بشن الحروب وهو في سنته الاولى في البيت الابيض ان يكف عن اتباع السياسة العدوانية ودفع الولايات المتحدة الى مد يد العون والمساعدة للدول التي عانت من اصابات داعش .
الشرق الاوسط ..هل يعود الى سياسة المحاور ؟
التعليقات مغلقة