تقلص رهانات صناديق التحوط على ارتفاع أسعار النفط

في خطوة تهدف إلى إعادة التوازن إلى السوق العالمي
صبا النجار

اتفقت منظمة أوبك على تمديد العمل باتفاق خفض إنتاج النفط الموقع في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، لمدة تسعة أشهر إضافية حتى مارس/آذار 2018.
في خطوة تهدف إلى إعادة التوازن إلى سوق النفط العالمي، والقضاء على تخمة المعروض الموجود في الأسواق بسبب الارتفاع الكبير في حجم إنتاج النفط الصخري في أميركا الشمالية خلال السنوات الماضية ،
ولكن يبدوا أن هذا الإجراء لم يكن كافيا لإقناع الكثير من المستثمرين بأن هذا الاجراء كفيل بإحداث التغير المطلوب، ويؤدي بالتالي إلى ارتفاع أسعار النفط الخام في المستقبل على الأقل فوق مستوى 60 دولار للبرميل.
فقد أشارت تقارير صحفية إلى أن صناديق التحوط قد قلصت رهاناتها على ارتفاع أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2016، فقد انخفضت أسعار النفط في الأسواق الآجلة (فيوتشر) وسط شكوك حول فعالية الاتفاق المعلن، كما أن الكثير من المضاربين على هذه الأسواق زادوا من عدد عقود البيع على النفط الخام للأسبوع الثاني على التوالي. كما انخفضت أسعار النفط اللحظية بشكل كبير مباشرة بعد إعلان القرار، حيث أصاب المتداولين خيبة أمل بعد أن كانوا يتوقعون تمديد الاتفاق لمدة أطول أو زيادة في حجم التخفيض.
وتعليقا على الأمر قال أحد المحللين في بنك سوسيتي جنرال: “الأسواق تريد أن ترى النتائج على أرض الواقع قبل أن تطمئن”. وأشارت بيانات صادرة عن لجنة تداول السلع في الأسواق الآجلة أن مديري صناديق التحوط قلصوا من عقود البيع على خام تكساس بنسبة 13%، ومن عقود الشراء بنسبة 0.9% خلال الأسبوع الأخير من شهر مايو/أيار.
وعلى عكس الأسواق اللحظية التي يتم التداول فيها مباشرة عبر الانترنت، فإن المتداولين في الأسواق الآجلة (الفيوتشر) يزيدون عقود البيع إذا كانوا يتوقعون ارتفاع الأسعار والعكس صحيح، والسبب في ذلك أنهم في الغالب يقوم بالتحوط على استثماراتهم في الأسواق العادية الأخرى ، الحالة نفسها شهدتها الأسواق الآجلة في أوروبا حيث أشارت بيانات على منصة شركة UFX، صادرة عن بورصة ICE للسلع الآجلة في لندن، عن ارتفاع عقود الشراء على نفط خام برنت بمقدار 2028 عقد.
تشكك المستثمرين يأتي على خلفية استمرار نمو قطاع النفط الصخري في الولايات المتحدة الأمريكية بوتيرة أسرع مما كان متوقعا من قبل الكثيرين، خاصة بعد التطورات التكنولوجية التي ساعدت شركات النفط الصخري على زيادة الإنتاج مقابل تخفيض التكاليف.
فقد أشارت دراسة صادرة عن شركة استشارات نرويجية أن حجم إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة الأمريكية سوف يصل إلى 10 ملايين برميل يوميا، وهو مستوى لم تشهده الولايات المتحدة منذ خمسين سنة. في الفترة المقبلة، أغلب المحللين يتوقعون أن تتراوح أسعار نفط الخام بين 45-50 دولار، كما كانت عليه الحال خلال سبعة أشهر الماضية، فجميع الأطراف واللاعبين في حالة ترقب وانتظار إلى ما ستؤول إليه الأمور في المستقبل.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة