ضربة للتحالف قرب التنف تستهدف موقعا للجيش وتوقع قتلى في دمشق

«قوات سوريا الديمقراطية» تدخل أول أحياء الرقة
دمشق ـ وكالات:

أكد الجيش السوري أن التحالف الدولي ضد «داعش» شن، امس الاول الثلاثاء، ضربة على مواقع للقوات الحكومية على طريق التنف جنوب البلاد ما أدى إلى مقتل عدد من العسكريين السوريين، في وقت أعلنت جماعة «قوات النخبة» السورية، المنضوية تحت لواء «قوات سوريا الديمقراطية» أنها دخلت إلى حي المشلب جنوب شرق مدينة الرقة في إطار العملية الحاسمة لتحريرها من «داعش».
ونقلت وكالة «سانا» السوري الرسمية للأنباء عن مصدر من الجيش قوله في هذا السياق «أقدم طيران ما يدعى بالتحالف الدولي امس الاول الاربعاء بالاعتداء على أحد مواقع الجيش العربي السوري على طريق التنف في منطقة الشحيمة بريف حمص الشرقي ما أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وبعض الخسائر المادية».
وجاءت هذه التصريحات بعد أن أعلن التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، أنه شن ضربات جديدة على «القوات الموالية للنظام السوري» في منطقة التنف جنوب سوريا، فيما تحدثت مصادر ميدانية عن سقوط قتلى سوريين بسبب الغارة.
وقال التحالف في بيان صدر عنه بهذا الصدد إنه «دمر يوم 6 (حزيران) قوات إضافية كانت تدعم النظام السوري»، مضيفا: «على الرغم من التحذيرات السابقة، دخلت القوات الموالية للنظام السوري إلى منطقة لتخفيف التوتر تم الاتفاق عليها».
وأوضح التحالف أن هذه القوات تضمنت «دبابة ومدفعية ومنظومات مضادة للطيران وعربات محملة بالسلاح وأكثر من 60 جنديا».
وشدد البيان على أن هذه المجموعة العسكرية «شكلت تهديدا بالنسبة إلى التحالف والقوات الحليفة له المنتشرة في قاعدة التنف».
وفي تطرقه إلى الخسائر التي تكبدتها هذه المجموعة، قال التحالف إنه دمر «قطعتين من سلاح المدفعية، وقطعة واحدة من المنظومات المضادة لسلاح الجو، وذلك بالإضافة إلى تعطيل دبابة».
وادعى التحالف أنه «قام بعدة تحذيرات عبر قناة منع وقوع النزاعات»، لكن محاولاته لم تسفر عن أي نتيجة.
وأكد البيان أن «التحالف لا ينوي محاربة قوات النظام السوري، أو القوات الموالية له، لكنه مستعد للدفاع عن نفسه حال رفضها مغادرة منطقة تخفيف التوتر» التي دخلتها.
وعلى خلفية هذا الإعلان، أشار قائد ميداني في سوريا إلى مقتل جنديَيْن سوريين على الأقل، وإصابة 15 آخرين بغارة جوية أمريكية على أحدى نقاط الجيش السوري بمنطقة التنف، على طريق بغداد دمشق.
وقال القائد الميداني، في حديث لوكالتي «سبوتنيك» و»نوفوستي» إن الغارة الجوية الأميركية في أعقاب إفشال الجيش السوري لهجوم شنته التنظيمات المسلحة المتحالفة مع الولايات المتحدة منذ الصباح على مواقع للجيش السوري في منطقة البادية عند منطقة التنف.
وقال محمد الشاكر، المتحدث الرسمي باسم «قوات النخبة»، المتكونة من المقاتلين العرب والتي انضمت إلى «قوات سوريا الديمقراطية» في شباط الماضي، إن هذا التقدم جاء بدعم جوي مكثف من التحالف الدولي ضد «داعش» بقيادة الولايات المتحدة.
وأضاف الشاكر، حسب ما نقلت عنه وكالة «رويترز»، امس الاول الثلاثاء: «قوات النخبة السورية دخلت منذ ساعة أو ساعتين أول أحياء مدينة الرقة، وهو حي المشلب، انطلاقا من الجهة الشرقية، وذلك طبعا بإسناد من قوات التحالف الدولي، إسناد جوي ودعم لوجستي على الأرض».
وأشار الشاكر إلى أن «دخول قوات النخبة السورية إلى حي المشلب يعتبر بداية لعملية تحرير الرقة بالكامل، وها هي الآن تحقق أول موطئ قدم في الرقة».
من جانبه، أكد التحالف الدولي ضد «داعش» أن المعركة الحاسمة لتحرير الرقة السورية ستكون «طويلة وصعبة»، لكنها «ستوجه ضربة قاصمة لما يدعيه التنظيم من وجود دولة خلافة حقيقية».
وأوضح قائد التحالف، ستيفن تاونسند، في بيان صدر عنه امس الاول الثلاثاء، على خلفية إعلان «قوات سوريا الديمقراطية» إطلاق العملية العسكرية للسيطرة على المدينة: « سيغدو من الصعب على داعش إقناع المجندين الجدد بأن الانضمام إليه سيكون رابحا، بعد خسارته عاصمتيه في العراق وسوريا».
وأضاف تاونسند: «شهدنا جميعا الهجوم الشنيع في مانشستر ببريطانيا، داعش يهدد كل دولنا وليس فقط العراق وسوريا، وهو قد دخل دولنا، هذا لا يمكن أن يستمر».
وتابع تاونسند مشددا: «لكن هذا التحالف قوي وملتزم باستكمال إبادة داعش في العراق وسوريا».
وفي غضون ذلك أعلنت جماعة «قوات النخبة» السورية، المنضوية تحت لواء «قوات سوريا الديمقراطية» أنها دخلت إلى حي المشلب جنوب شرق مدينة الرقة في إطار العملية الحاسمة لتحريرها من «داعش».
وتأتي هذه التصريحات بعد أن أعلنت «قوات سوريا الديمقراطية»، في وقت سابق من امس الاول الثلاثاء، عن بدأ معركة انتزاع السيطرة على الرقة، التي يعتبرها تنظيم «داعش» الإرهابي عاصمة له، بشن هجمات من شرق وغرب وشمال المدينة.
ويشارك في المعركة، حسب بيان لـ»قوات سوريا الديمقراطية»، العديد من الفصائل المنضوية تحت هذا التحالف، بما في ذلك «وحدات حماية الشعب» الكردية، التي تشكل قوته العسكرية الأساسية، وكذلك «وحدات حماية المرأة»، و»جيش الثوار»، و»جبهة الأكراد»، و»لواء الشمال الديمقراطي»، و»قوات العشائر»، و»لواء مغاوير حمص»، و»صقور الرقة»، و»لواء التحرير»، و»لواء السلاجقة»، وقوات الصناديد»، و»المجلس العسكري السرياني»، و»مجلس منبج العسكري»، و»مجلس ديرالزور العسكري»، بالإضافة إلى «قوات النخبة»، و»قوات الحماية الذاتية»، وبمساندة قوية من «مجلس الرقة المدني»، و»مجلس سوريا الديمقراطية»، ووجهاء ورؤساء عشائر المنطقة.
وقال قائد الحملة العسكرية في الرقة، روجدا فلات، لوكالة «رويترز»، إن الهجوم بدأ على منطقة المشلب عند مشارف المدينة من الناحية الجنوبية الشرقية.
من جانبه، أعلن المتحدث باسم «قوات سوريا الديمقراطية»، طلال سلو، في حديث إلى وكالة «رويترز»، أن المعركة الحاسمة من أجل «عاصمة الخلافة» ستكون شرسة لأن إرهابيي «داعش» سيستميتون دفاعا عن معقلهم.
وأكد سلو أن قوات التحالف الدولي ستشارك في اقتحام المدينة، «جنبا إلى جنب» مع مقاتلي «قوات سوريا الديمقراطية»، مشيرا إلى أن التحالف يقوم بدور بارز في إنجاح العملية..

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة